نادر فوز
بقرادونيان: التحركات ستتواصل لحين تحقيق مطلبنا... وهدفنا ليس إسقاط الحكومة

زحف المواطنون اللبنانيّون من أصل أرمني أمس من منطقة برج حمود ومحيطها إلى قلب العاصمة، ليلبّوا دعوة شباب حزب الطاشناق وجمعية طلاب زافاريان، برفض المشاركة التركية في قوات «اليونيفيل».
وفيما كانت أغاني فيروز وجوليا تملأ أجواء ساحة الشهداء، وصلت الشخصيات الممثلة للتيارات الحزبية. فحضر أمين عام حزب الطاشناق هوفيك مختاريان والوزراء السابقون بشارة مرهج وسيبوه هوفنانيان وجاك جوخاداريان وآلان طابوريان، بالإضافة إلى النواب أغوب بقرادونيان وإدغار معلوف وميشال دوشاداريان وسليم عون وعباس هاشم.
لم تتغيّر الشعارات واللافتات عن التحركات السابقة التي نظّمها «الطاشناق»، لكن اللافت كان رفع بعض المشاركين للأعلام الفرنسية، ومنهم ريبيكا التي تقول إنّ «البرلمان الفرنسي أصدر اليوم قراراً بمعاقبة كل شخص لا يعترف بالمجازر التركية بحق الشعب الأرمني». أما يولاند، التي اكتفت بوضع العلم اللبناني على كتفيها، فتخاف من سكوت الشعب الأرمني كما فعل الشعب التركي، فقالت «إن شاء الله ما يسكت الأرمن منشان البترول والمياه».
لا يتبدّل شيء في خطاب المشاركين؛ سرد لتاريخ تركيا والمجازر التي ارتكبها الأتراك، عرض للعلاقات التركية السيّئة بجوارها، الإشارة إلى العلاقة الجيدة التي تجمع تركيا بإسرائيل... شارك العديد من طلاب المدارس والنوادي والجمعيات الأرمنية. وتقول تامي إن إدارة مدرستها لم تجبر أحداً على المشاركة، لكن معظم التلامذة أتوا من تلقاء أنفسهم، «هيدي قضية إنسانية ووطنية لازم نشارك فيها كلنا». موقف موحّد أطلقه المشاركون، «حتى لو وصلوا ودنّسوا تراب لبنان، نحن مستمّرون برفض مشاركتهم في قوات حفظ السلام».
على إيقاع النشيدين الوطنيين اللبناني والأرمني، اللذين عزفتهما كشافة الهومنتمن، تمّ وضع أكاليل من الزهر على تمثال الشهداء تكريماً للذين أبادهم الأتراك في لبنان. ثم ألقى خاجاك بالويان كلمة قسم الشباب في حزب الطاشناق، فقال إن القوات التركية لا تملك الشروط الأساسية لتكون بين الدول المشاركة في حفظ السلام، مشيراً إلى عدم حيادية تركيا ودعمها لإسرائيل، ولافتاً إلى السجل الإجرامي التركي، وقال «كيف يمكن للحكومة اللبنانية أن تقبل بتواجد قوات حليفة للعدو على أرضنا؟». واستنكر بالويان تجاهل الدولة اللبنانية لمطالب الأرمن، فقال «نؤكد لمن تجاهل مطلبنا أننا مستمرون بهذا المطلب حتى تصحيح الخطأ، وغير آبهين بالصعوبات مهما كبرت أو تنوّعت».
أما النائب أغوب بقرادونيان، فألقى كلمة ارتجالية باللغة الأرمنية. وأبرز ما جاء فيها «إن هذه التحركات ليست ضد الحكومة اللبنانية بهدف إسقاطها كما تشيع بعض الأطراف اللبنانية». وقال «لا يفهمون أن الصوت الأرمني يغيّر البلد، وهذه غلطة جماعية تجاه الموقف الأرمني». وفي حديث مع «الأخبار»، قال بقرادونيان إن التظاهرات والتحركات ستتواصل لحين تحقيق مطلب الطائفة الأرمنية، بما يتوافق مع الدستور والقانون اللبناني. وأشار إلى قبول السنيورة بالقوات التركية لصعوبة وجود قوات مسلمة تتولّى المشاركة في اليونيفيل.