البقاع ــ عفيف دياب
يشهد تيار المستقبل في البقاع، منذ الانتخابات النيابية الأخيرة، صراعات داخلية بين رموز وقيادات محلية ومركزية بعدما فشلت كل الاجتماعات في تحديد هوية من سيتولى قيادة التيار في البقاع، ولا سيما أن هناك أكثر من مرشح لتولي القيادة التي لم تستطع اجتماعات قريطم حسم الجدل والخلافات في شأنها.
وتحوّل تيار المستقبل منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري حلبة منافسات حامية الوطيس على من يكون مسؤولاً أو مقرباً من «غرفة القرار» في قريطم. وهذا الصراع المستمر خلق انقسامات ألزمت مجموعات كبيرة من المحسوبين على التيار مغادرة صفوفه وتفضيلهم الجلوس في المنازل والابتعاد عن «وجع الرأس».
وظهرت خلال شهر رمضان الجاري، بوضوح، الخلافات داخل صفوف التيار في البقاع، إذ لم ينجح الذين يعدون أنفسهم من قياداته في المنطقة في تنظيم إفطار واحد باسم التيار الذي أقام أعضاؤه أكثر من حفل إفطار، ودعا كل جناح القريبين منه، واستبعد منافسيه. وكذا الحال في الإفطار المركزي في قريطم، إذ لم ينجح التيار في تنظيم إفطار واحد لشخصيات من البقاع، كما كانت العادة أيام الرئيس الحريري. فقسم البقاع الأوسط ــ على سبيل المثال ــ إلى أكثر من منطقة.
ويقول أحد «المبعدين» من التيار في البقاع إن بعض الشخصيات في قريطم «فاتحة» على حسابها في البقاع، فهناك أكثر من جناح داخل التيار، ولكل جناح أجنحة، ولهذه الأجنحة امتدادات في القرى السنية المنقسمة على نفسها جراء ممارسات «متزعمين» لتيار المستقبل، أو «مدعين» أنهم من القيادة التي شكلها النائب سعد الحريري. ويوضح أن الشيخ سعد سئل في حفل إفطار عن أسباب تردي وضع التيار في البقاع، فرد بأنه سيعيّن قريباً منسقاً للمنطقة، وأيضاً للشمال والإقليم.
لكن الأمور، بحسب عارفين، ليست في تعيين المنسق أو عدمه، بل نتيجة الخلافات العاصفة التي ألزمت الحريري صرف النظر عن تعيين قيادة محلية للبقاع حتى ينجلي غبار «الصراعات»، لفرز أنصار المستقبل الحقيقيين ممن غادروا أحزابهم بعد الانسحاب السوري للالتحاق بصفوف التيار، وتحديداً من حزب البعث الذي هو اليوم الأقوى في تيار المستقبل في البقاع!