غسان سعود
قداديس حاشدة للتيار الوطني قبل مهرجان 15تشرين

وفى العماد ميشال عون بوعد كان سبق أن قطعه لأهالي بسوس قبل عدة شهور، بأن يزورهم قريباً في بلدتهم. فاختار أمس، المشاركة في القداس الذي تقيمه هيئة التيار الوطني الحر في بلدة بسوس بذكرى 13 تشرين. ذكرى يوم دفعت البلدة فيه ثمناً كبيراً تمثل بمجزرة جماعية ارتكبها السوريون ذهب ضحيّتها ستة من عائلة صياح وخمسة من عائلة صادر وأربعة من عائلات مختلفة.
وخلال الذبيحة الإلهية، شهدت البلدة تدفقاً هائلاً لمؤيدي عون من مختلف بلدات بعبدا، بعد أن علموا بوجود ضيفهم. وقال إن المسيرةلم تنته بعد، وهناك أشياء كثيرة يجب القيام بها حتى يصبح لبنان وطناً يليق بشهادة الذين بذلوا حياتهم في سبيل لبنان واللبنانيين. وطالب بوطن عادل لا يقوم على الفساد، ويأخذ هموم المواطنين على حسابه ويساعدهم. وأكد أن «الذين زحفوا أمام السوريين هم أنفسهم في مراكز الحكم لأن القوى الخارجية التي كانوا عملاء لها ما زالوا عملاء لها اليوم. لذلك مسيرتنا ستكمل، ونحن مطمئنون، فنحن أصحاب قضية وحق، وحقنا سنحصل عليه». واعتبر أن كل سياسات الزور والعنف ستفشل والتهميش ممنوع. ووصف من يبذل نفسه في سبيل غيره بالـ»قديس» الذي أعطى أجمل عطاء يمكن للإنسان أن يقدمه في حياته.
عشية موعد العونيين مع الاستفتاء الذي وضعوه عنواناً لمهرجان 15تشرين الأول على مختلف المواقف التي اتخذها العماد ميشال عون في الشهور الماضية، وتأكيداً للحضور المسيحي الواسع غداً، أحيا العونيون أمس، ذكرى 13 تشرين، مرة أخرى. وحرصوا على توسيع رقعة المشاركة وحجمها، فأقيم أكثر من 30 قداساً في بلدات مسيحية موزعة على مختلف المناطق اللبنانية. وشارك عدد كبير من قادة «التيار الوطني الحر» في هذه اللقاءات التي شهدت إقبالاً جماهيرياً عونياً كثيفاً، وخصوصاً في جزين والأشرفية وجعيتا والشياح وزغرتا والدكوانة وحاصبيا.
وكانت المحطة الأبرز للتيار حديقة جبران خليل جبران في وسط بيروت، حيث يعتصم أهالي المعتقلين في السجون السورية منذ قرابة سنة ونصف سنة. وكان قد سبق الحضور العوني، مؤتمر صحافي لرئيس لجنة سوليد غازي عاد، أكّد فيه «أن قضية ضحايا الإخفاء القسري على يد الجيش السوري ومخابراته لم تصل إلى خاتمة حاسمة بالرغم من السعي الحثيث والنضال لجاناً أهليةً ومؤسسات لإنهائها».
وردّاً على رد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعدم القدرة على الجزم بممارسة أية ضغوط على العسكريين الذين سرّحوا من الخدمة بالإكراه بعد 13 تشرين الأول 1990، عرض عاد وثائق تبرز أن الرقيب أول نادر صافي سُرّح من الخدمة بالإكراه، واعتُبر في مذكرة التسريح أنه كان في الخدمة الفعلية في الوقت الذي كان فيه معتقلاً في أحد السجون السورية.
من جهة أخرى، أكّد النائب غسان مخيبر في كلمته متابعته الملف حتى النهاية. وأطلع الحاضرين على نتائج ما توصل إليه في لقاءاته مع كبار المسؤولين عن ملف حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
ثم وصلت إلى الساحة لجنة الطلاب في التيار وعشرات الطلاب العونيين الذين توزعوا بين صور شهداء 13 تشرين، والأمهات اللواتي حملن صور أبنائهن.
ووسط انهماك العونيين بالاستعدادات التي بلغت الذروة من حيث التنظيم وتوزيع المهمات وعدد المنظمين والمكلفين الاهتمام بالصحافيين والرسميين وعائلات الشهداء، كما أكّد امين سر التيار طوني مخيبر، ينتظر العونيون وحلفاؤهم مضمون الكلمة التي سيلقيها العماد عون في المهرجان، والتي كشفت مصادر أنها ستتسم بالهدوء السياسي، والدعوة إلى لحوار الحقيقي والشراكة العملية.
أما هوية المشاركين، فتحسمها، بحسب منظمي المهرجان، المواكب الكبيرة التي ستأتي من عكار والبترون وجبيل وكسروان وبعبدا والشوف وزحلة وقرى شرق صيدا ومرجعيون.
ويُنتظر مشاركة حشد من الرهبان والراهبات من المتن وكسروان، الذين كانوا في الثالث عشر من تشرين آخر الموقّعين على «الاستسلام».
الى ذلك، رأى التيار الوطني الحر أن زمن الوصاية ما زال قائماً، ولكن بوجوه جديدة. وذكرت لجنة الإعلام في التيار رداً على توزيع مناشير تسيء إلى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، في بعض المناطق: «تغيّر الزمن لكن الأساليب بقيت نفسها. بالأمس منع وقمع واضطهاد وسجن للمناضلين وتدنيس للحرمات والمقدسات، خصوصاً في ذكرى 13 تشرين. واليوم طفيليون وانتهازيون، لم تكن الشاشات التي تفرد لهم يومياً، تمر على أي من وجوههم، في ما مضى، حتى في مناسبة اجتماعية أو مناشير وبيانات تلقى في المناطق أو تنشر في الصحف، الهدف منها الإساءة إلى قدسية الذكرى التي تعني لبنان بأسره وليس فقط التيار الوطني الحر. حين قلنا إن زمن الوصاية ما زال قائماً ولكن بوجوه جديدة لم نكن على خطأ. فباسم أهالي الشهداء ورحمة بأنفس الشهداء في عليائهم نقول: لا تتاجروا بدم هؤلاء الشهداء وتقتلوا أرواحهم مرة جديدة بعد. عيب!».