فداء عيتاني
يؤكد أحد نواب تيار المستقبل أن المناخ العام يتجه إلى التهدئة، وأن ما أكد عليه اجتماع الكتلة الخميس الماضي يأتي في إطار الاستجابة لمناخ ساهم في خلقه الرئيس نبيه بري، وخصوصاً مع رؤية “التيار” أن آفاق التصعيد لن تصل إلى مكان بعيد، إلا الخراب للكل.
إلا أن أجواء التهدئة ليست شاملة، وعلى مستوى الكوادر فإن العمل يجري بين كل الاتجاهات للاحتمالات الأخرى، وخصوصاً معزوفة الشارع والشارع مقابل الشارع. وفي إطار التحضيرات كان حفل إفطار «لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية» ليل أول من أمس يأتي لتجميع الكوادر الشابة من كل الاحزاب والاتجاهات السياسية في إطار تنسيقي متفق سلفاً على خطوطه السياسية العامة، وبحضور ممثلين عن الرئيسين السابقين سليم الحص وعمر كرامي ونواب سابقين من بشارة مرهج إلى عدنان عرقجي وباسم يموت وعدنان طرابلسي وزاهر الخطيب وغيرهم، وأمير حركة التوحيد بلال شعبان وعدد من ممثلي وكوادر قوى المرابطون، حزب الاتحاد، الحزب السوري القومي، تجمع العلماء المسلمين، حركة الشعب، التنظيم الشعبي الناصري، الاتحاد الاشتراكي، وغيرها من التنظيمات. ألقى الشيخ عبد الناصر جبري كلمة أكدت على وقوف بيروت كما كانت تاريخياً إلى جانب المقاومة. وشكل حضور أرملة عدنان شاكر سلطاني إضافة إلى جو تعبوي بين الشبان الذين يسمعون عن حادثة الصحافي كامل مروة.
هذا الجو الأقرب إلى الناصرية، مع جناحين إسلامي ويساري طغى على اللقاء الذي يراه المنظمون الأول قبل إقامة صلة فعلية بين كل المجموعات الناشطة في التحرك المباشر. ورغم أن الحضور كان بناء على دعوات مسبقة، إلا أن الحضور تجاوز 800 شخص، بمن فيهم عدد من رجال الدين من بيروت والمناطق. وكان الهدف من الإفطار هو “وضع خطوة أولى للتعارف وبداية تنسيق بين هذه الكوادر، وإن كان الجامع بينهم بشكل رئيسي انتماءهم إلى الشارع السني فلسبب بسيط، هو أن الشارع السني هو من يستهدف في تاريخه وفي مستقبله عبر سيطرة احتكار تيار المستقبل النطق باسمه”.
ويرى المنظمون أن الخلاف السياسي في لبنان لا يجب أن يحمل الطبيعة المذهبية، وهم يصرون على الوجه الوحدوي لبيروت التي تضم مواطنين من كل الطوائف. كما أن الإفطار مثل هذا التنوع عبر ممثلين لشخصيات ومنظمات متعددة، ويهدف المنظمون إلى تكريس الخلاف السياسي مع تيار المستقبل والابتعاد عن حالة العداء المذهبي أو غيره مع هذا التيار أو مع القوى المتحالفة معه.
وبينما يطمح منظمو إفطار لقاء الجمعيات والشخصيات إلى إقامة صيغة تحالف سياسية بين المجمعات الفاعلة ميدانياً، يبدو طموح “جمعية الدعاة” أكثر تواضعاً، وهو بحسب رئيسها الشيخ محمد أبو القطع “السير بعكس السير والبقاء على الثبات في اتجاه القضية الفلسطينية والقدس”.
وتحت شعار يوم القدس العالمي أقامت الجمعية احتفالاً ليل الخميس في منطقة الطريق الجديدة، ورغم تلقيها نصائح بتقليص حجم حضورها وإبداء تخوف من مشكلات أمنية في المنطقة التي تكاد تشكل هذه الفترة ثكنة للقوى الأمنية المنتشرة بكثافة هناك، إلا أن الجمعية أحيت المناسبة، وقبل موعدها (الجمعة الأخير من رمضان) بحضور ممثل حزب الله الشيخ عبد المجيد عمار، وعدد من رجال الدين والنائب السابق زهير العبيدي، وشخصيات من المنطقة. ويصر الشيخ أبو القطع على أن الوحدة الإسلامية أقوى من الخلاف المذهبي ومن الواجب الإسلامي الجهاد إلى جانب حزب الله.