زغرتا ــ فيرا يمّين
يجري التعامل مع مهرجان الأحد المقبل لا كمهرجان سياسي او مهرجان شعبي فحسب، بل كساحة تحدٍ. لذا سيحتشد عشرات الآلاف من المسيحيين خصوصاً ليؤكدوا التوجه المسيحي في هذا الظرف الدقيق من تاريخ لبنان، بمعزل عن أخبار وتسريبات إعلامية أو إعلانية عن تراجع في الشعبية أو ركود وفتور، وبمنأى عن إحصاءات تتبدل وتتغير فيها النسب وفق الأسئلة وطريقة طرحها.
واستباقاً لمهرجان ذكرى 13 تشرين، دأب بعض الإعلام على ترويج أن المشاركين سيكونون من تيارات وأحزاب مختلفة، علماً بأنه ليس خافياً على احد ان التحالف المسيحي الواسع والمتين بين التيار الوطني الحر وتيار المردة والكتلة الشعبية والأرمن لا بد من ان يترجم حشوداً في المهرجان.
وعليه، فإن الورشة لدى تيار المردة انطلقت وأخذت طابعاً حماسياً بعدما وجه رئيس التيار سليمان فرنجية دعوة عبر وسائل الإعلام لكل من يحب تيار المردة وسليمان فرنجية إلى أن يعتبر هذا المهرجان مهرجانه، وهذه الدعوة المختصرة كفيلة بأن تستنفر العواطف المقرونة بالقناعات.
ومنذ أيام زينت السيارات بالأخضر والبرتقالي، ورفعت صور ثنائية «للقائد» و«الجنرال»، وأخرى ثلاثية ضمت إليهما «السيد». وارتفعت أصوات الأغنيات والأناشيد، فيما علّقت ملصقات الدعوة من المردة للمشاركة، ووزعت مناشير تحدد زمان الانطلاق ومكانه، الأحد الثامنة والنصف صباحاً من مستديرة «النورث ليبانون كولدج» التي تربط قضاءي زغرتا والكورة، لينضم الموكب الى المنتظرين في البترون، على أن توافيهم المواكب الأخرى من المناطق اللبنانية المختلفة.
«تأتي هذه المشاركة انسجاماً مع قناعاتنا وتأكيداً لصدقيتنا في التحالف، و هذا الأمر بات معروفاً. فكما شاركنا بكثافة في حزيران الماضي في ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي، وفي مهرجان النصر في 22 أيلول الماضي، نحن مدعوون الى مشاركة مماثلة في مهرجان التيار الوطني الحر»، وفق مسؤول التعبئة في المردة ميشال سعد. ويضيف «إن المشاركة ستكون تلقائية وعفوية بفعل الانقسامات السياسية التي تشهدها البلاد، و الكل يعبّر في الساحات ليعبر منها الى تكريس حضوره السياسي».
وفي ظل هذه الأجواء التحضيرية يتوقع أن تكون مشاركة المردة لافتة. وما يساعد أن المهرجان ظهر الأحد ما يحول دون أي عرقلة بالنسبة للموظفين أو للطلاب، وما يسهل تأمين الباصات في يوم الإجازة، بالإضافة الى أن التوقيت جيد، فلم يعد المواطنون مقسومين بين جبل وساحل.
يوم يفصلنا عن المهرجان، والتحضيرات على قدم وساق، والكل يسأل هل يمكن لهذا اليوم وما سيتضمنه من مواقف أن يكون نقطة تحول في السياسة الداخلية، أم تبقى الحال على ما هي عليه؟