كامل جابر
أمر رئيس بلدية حبوش، رئيس اتحاد بلديات الشقيف، سميح حلال، موظفي البلدية بقطع سنديانة يبلغ عمرها نحو مئة عام. تقع السنديانة في الأملاك العامة، إلى جانب طريق فرعية، في الجهة الجنوبية الشرقية من البلدة. حضر موظفو البلدية وقاموا بقطعها.
ثمّ عمدت جارة السنديانة، التي اشتكت منها عند رئيس البلدية بسبب تساقط أوراقها، إلى حرق ما تبقى من الجذع.
ولفت محمد حلال، إلى أن جارته نوت العام الماضي قطع السنديانة، ووصلت الأمور إلى قوى الأمن الداخلي، فمنعت من ذلك، «وفوجئتُ مساء السبت المنصرم، عندما عدت إلى البيت ولم أجد السنديانة».
ويتابع محمد: «لمّا سألت عمن قطعها، علمت أن موظفين اثنين من بلدية حبوش قطعاها ونقلا أخشابها إلى جهة مجهولة. فاتصلت برئيس البلدية مباشرة وسألته عما فعله، فردّ قائلاً: نزرع لك سنديانة أخرى بدلاً منها، فهذه السنديانة كانت موضوع شكوى الجيران!».
ويعلّق محمد على تصريح رئيس البلدية قائلاً: «هل يعقل أن يصدر فعل مثل هذا عن رئيس البلدية؟ فإلى من نلجأ بعد في حماية الطبيعة والبيئة والأملاك العامة؟».
وفي هذا السياق، أكد عدد من جيران السنديانة الذين أجمعوا على أنها زرعت قبل أن يولدوا، أنّ موظّفي البلدية هم من قطعوا السنديانة بمنشار كهربائي. ثم إن الجارة المشتكية منها، بسبب تساقط أوراقها في حقلها القريب، عمدت إلى حرق الجذع حتى لا تنبت ثانية.
ونفى رئيس مصلحة الزراعة في محافظة النبطية المهندس هادي مكي أن تكون «بلدية حبوش أو غيرها، قد تقدّمت إلى المصلحة بطلب لقطع السنديانة. ولو فعلت ذلك، لما وافقنا على قطعها قبل معاينتها والتأكد ما إذا كانت السنديانة تحدث ضرراً أم لا».
ويتابع مكي: «في كل الأحوال، لأنها سنديانة معمرة لم نكن لنوافق على قطعها، بل ربما على تشذيبها فقط. وسنقوم بمعاينة الأمر وقد نضطر إلى تحرير محضر مخالفة بالبلدية أو المسؤول عن قطعها».
ويبقى السؤال: إلى متى ستبقى ثروات لبنان البيئية عرضة للأهواء الشخصية؟