عاد الطلاب إلى التشنج، عشية الانتخابات الطالبية الأولى لهذا العام في الجامعة اليسوعية. وشهدت كلية العلوم الاجتماعية في هوفلين، أمس، توتراً بين الطلاب، تطور لاحقاً إلى تهديدات كلامية على خلفية توزيع مناشير. وفي التفاصيل، وزع طلاب التيار الوطني الحر بياناً صباح أمس حمل عنوان «13 تشرين: الذكرى... العيد... الحلم...» أبرز ما جاء فيه أن «حفلة الاغتصاب مستمرة ومتجدّدة منذ عام 1990.(...) وأن الذكرى الأليمة تحولت لعنة تاريخية لاحقت صانعيها إلى أن أودت بهم بين ضريح وزنزانة انفرادية وقصر معزول، وجريمة أعادت مرتكبيها كالفئران ذليلة إلى أوكارها». ورأى بيان العونيين أن 13 تشرين، ذكرى سقوط لبنان الحلم، وعيد الولادة المشرقة للحلم اللبناني. وانتهى بدعوة الطلاب للمشاركة في مهرجان الغد، للقول «هم لبنان الراحل وأنتم لبنان الآتي!».وبعد أقلّ من ساعة، وزع طلاب القوات اللبنانية بياناً حمل عنوان «13 تشرين ذكرى... ألم... فنسيان» قالوا فيه: «بعد 16 عاماً من ذكرى 13 تشرين الأليمة، ما زلنا هنا نبشّر باستقلال لبنان العظيم وسيادته، الذي لولا وحدة أبنائه ولولا تضحياتهم التي أودت بهم إلى ضريح وزنزانة انفرادية وقصر معزول، لما وقفنا اليوم متّحدين، أحراراً، مرددين بعد شهدائنا: كلنا للوطن». وأكمل البيان «ان اللعنة التاريخية تكون في التخوين والتحريض اللذين لم يكونا يوماً في مصلحة لبنان ولا في مصلحة صانعيها». وسألوا في نهاية البيان «ألا يقتل الشهداء مرتين في ظل تفاهمات غامضة مع أطراف وفيّة لجحافل المحتل وتحالفات خبيثة مع الصانعين الفعليين لـ13 تشرين، أمثال ألبير منصور وإميل لحود؟»، الأمر الذي دفع طلاب التيار للجوء إلى وسيلة غريبة ومستحدثة في النزاعات الطالبية، فطبعوا مئات النسخ من تحقيق نشر أمس في «الأخبار»، وحمل عنوان «ذكرى 13 تشرين.. وحياة اللي راحوا..» بهدف إيضاح مواقف جميع الأفرقاء مما حصل في 13 تشرين الأول 1990.
ويبدو أن تحالفات السياسيين تنعكس مباشرة على تحالفات الطلاب، هذا العام، مرة أخرى. إذ سرعان ما انقسم طلاب اليسوعية بعد قرابة أسبوع من عودتهم إلى جامعتهم، بين لائحتين انتخابيتين، تضم الأولى مرشحين تابعين لقوى البريستول وحركة لبناننا. وتتألف الثانية من التيار الوطني الحر وتكتل المقاومة. وكالعادة ينقسم المستقلون بين اللائحتين.
غ. س.