جدّد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود مطالبته الرئيس الاميركي جورج بوش وإدارته بـ «المساعدة على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط»، معتبراً أن «الانحياز الاميركي الكامل لإسرائيل لا يصبّ في مصلحة الاستقرار والأمن في المنطقة»، ومؤكّداً أن «أي سلام لا يقوم على اساس العدالة والمساواة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالنزاع العربي ــ الاسرائيلي، لا يمكن أن يكون دائماً، بل يؤسس لمزيد من التوتر والفوضى والتطرف والإرهاب».وقال لحود خلال استقباله امس أعضاء وفد كنائس الولايات المتحدة الذي يزور لبنان برئاسة رئيس «المجلس الوطني لكنائس المسيح» الاسقف مايكل ليفينغستون «إن الإدارة الأميركية الحالية قادرة، إن هي تخلّت عن انحيازها لإسرائيل، على أن تؤدّي دوراً مهمّاً في تشجيع المساعي المبذولة لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط».
وأشار إلى أن العدوان الاسرائيلي على لبنان لم يحقق الاهداف التي سعت إليها إسرائيل، لافتاً إلى أن اللبنانيين خرجوا من هذا العدوان «أكثر وحدة وتضامناً، وأحبطوا كل المخططات التي تستهدف وحدة وطنهم وسيادتهم وحرية قرارهم». وأمل «ألّا تكرّر إسرائيل عدوانها على لبنان»، مشيراً إلى أن «قدرتها على المبادرة في هذا الإطار تضيق أكثر فأكثر».
ورداً على سؤال للوفد، حذّر الرئيس لحود من «المخططات التي تستهدف لبنان والتي تأخذ في كل مرة عنواناً مختلفاً»، مشيراً إلى أن صيغة «الشرق الأوسط الجديد» التي تروّج لها الولايات المتحدة الأميركية «واحدة من الصيغ التي تؤدي محاولات إمرارها إلى ضرب الاستقرار في دول المنطقة، ومن نتائجها ما يحصل في العراق وفلسطين وكاد يحصل في لبنان».
ورأى أن موقف لبنان الداعي إلى ضمان حق العودة للفلسطينيين إلى ارضهم وعدم توطينهم، «ثابت ولا تراجع عنه مهما اشتدت الضغوط وتنوّعت وسائل الترغيب والترهيب».
وكان رئيس الوفد الأسقف ليفينغستون قد عرض للرئيس لحود أهداف زيارة الوفد الاميركي الى لبنان بدعوة من مجلس كنائس الشرق الاوسط، والانطباعات التي خرج بها اعضاؤه من الزيارات واللقاءات التي عقدوها، لافتاً إلى أن «المجلس الوطني لكنائس المسيح» قدّم مساعدات الى اللبنانيين المتضررين والنازحين، وهو يعتزم تقديم المزيد.
والتقى لحود الأمين العام للمجلس الاعلى اللبناني ــ السوري الدكتور نصري خوري، وعرض معه التطورات السياسية، والعلاقات اللبنانية ــ السورية، وعمل المجلس الاعلى اللبناني ــ السوري في اطار معاهدة الاخوّة والتعاون والتنسيق بين البلدين، وما يتفرع عنها من اتفاقات ثنائية.
من جهة أخرى، تسلّم لحود أوراق اعتماد الرئيس الجديد لبعثة المفوضية الاوروبية في لبنان باتريك لوران خلفاً للسفير السابق باتريك رينو. وأعرب لحود للسفير لوران عن حرصه على تعزيز التعاون مع الاتحاد الاوروبي في المجالات كلها، وتطوير الشراكة اللبنانية ــ الاوروبية، منوّهاً بما قدّمه الاتحاد الاوروبي للبنان في الأعوام الماضية، ولا سيما خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان. وخلال اللقاء، أكّد لوران أن «إعادة الإعمار تمثّل في ذاتها مرحلة حاسمة بالنسبة الى لبنان»، معتبراً أنها قد «تمثّل فرصة ضائعة اذا لم تنتج ديناميكية إصلاحات تساهم في تدعيم استقرار لبنان من خلال إرساء اسس دولة القانون».
واستقبل لحود سفير سلطنة عمان عامر بن حمد بن محمد الحجري، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الدبلوماسي في لبنان. وتقديراً لعطاءاته، منح لحود السفير الحجري وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر.
(وطنية)