جوانا عازار
«التسونامي أقوى من زخّات المطر، وتحدّي الطبيعة يهون أمام تحدّي القذائف والظلم والفساد...» عنوان عريض ليوم الأحد 15 تشرين الأوّل.
المشوار من جبيل إلى نهر الموت بدأ من ليلة السبت. سيمون، غريس وداني استأجروا سيّارة، ألصقوا عليها صور العماد ميشال عون، لبسوا الزيّ البرتقالي، علّقوا شعارات التيّار وانطلقوا الى الدورة، وآخرون غيرهم ممّن فضّل حجز مكان له منذ ليلة السبت.
وتواصل المشوار يوم الأحد. منذ الثامنة صباحا انطلقت السيّارات والباصات من كلّ بلدة وقرية في قضاء جبيل رغم الاعلان عن تأجيل المهرجان. فلبت نحو 46 بلدة "مسيحيّة" في القضاء دعوة الجنرال. باصات متوسطة وكبيرة تولّت نقل الجماهير التي ضمت عائلات، وكبارا وصغارامشهد العودة في 7 أيّار تكرّر في 15 تشرين مع فارق بسيط، وهو العاصفة التي ضربت لبنان من دون أن تؤثر في عزيمة المشاركين. «في 13 تشرين تحدّينا القذائف وصمدنا وأقلّ ما يمكن قوله انّنا اليوم نتحدّى المطر»، عبارة تردّدت على مسامعنا من أكثر من شخص.
أعلام التيّار والبالونات البرتقاليّة زيّنت اوتوستراد جونيه باعثة الضوء من ضباب الغيوم. سيّارات غرقت في السيول والوحول على اوتوستراد الذوق، لكنّ الناس اكملوا مسيرتهم متسلّحين بايمانهم بقائدهم صارخين: «الماء تروي الزرع، ونحن الزرع في هذه الأرض الطيّبة، نحن قمح لبنان ونحتاج للماء للنموّ».
في تحرّك عفوي تقدّمت المواكب السيّارة في اتّجاه منطقة جلّ الديب حيث أقفل الأوتوستراد وتجمّعت آلاف السيّارات والباصات. عضو تكتّل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا توسّط الحشود مصرّحا: «أحلى هيك...، قوّتنا مستمدّة من الشعب اللّبناني الذي لا يقهر، شعب تقاطر رغم المطر كبرهان على ايمانه بالوطن وبالعماد ميشال عون، ولا المطر ولا الحروب قادرة على زعزعة هذا الايمان». في الواقع هذا الايمان الكبير بقضيّة العماد ميشال عون أكّدته عبارات بعض المتحمّسين الذين صرخوا: «لو تحالف مع الشياطين، سنبقى معه".
وتعبيرا عن التحدي قال احدهم «عددنا أدّ نقاط الماء المنهمرة من السما، لو بدنا نغرق بدنا نلبّي نداء العماد عون، ولعاني وعم بطفونا بالشتي...» ورددد كثيرون أغنية فيروز "حبّيتك بالصيف حبّيتك بالشتي".
أما عضو تكتّل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان الذي حضر الى المارينا فوجّه "تحيّة اكبار وثقة للشعب الذي يريد التغيير"، مؤكّدا أنّ الشعب أقام المهرجان وأنّ لا ارادة تعلو ارادة اللّبنانييّن.
في النهاية ردّد المجتمعون سؤال على مسامع الجميع: "في ظلّ طقس ماطر وعاصف تقاطر الآلاف الى الشارع فكم بالحريّ اذا صحا الطقس؟».