البقاع ــ عفيف دياب
لم تمنع الأمطار الغزيرة، التي هطلت في البقاع أمس، «التقاء» الآلاف من أنصار التيار الوطني الحر وأصدقائهم من مختلف مناطق البقاع في مدينة زحلة التي كانت محطة الانطلاق المقررة نحو مهرجان «13 تشرين»، فتحوّلت الطريق أمام مكتب التيار في المدينة ساحة «مهرجان» غطّاها اللون البرتقالي.
إرجاء المهرجان كان له وقع الصدمة على أنصار التيار الوطني في البقاع وأصدقائه. فالتحضيرات والاستعدادات اللوجستية لم تنقطع منذ أكثر من عشرة أيام لإبراز المشاركة البقاعية في مهرجان «13 تشرين»، والرد على قوى سياسية كانت تشكك في قوة التيار وقدرته التنظيمية في البقاع، وللرد أيضاً على الذين يرون أن التيار الوطني في البقاع مجرد حال «عاطفية» سرعان ما تزول مع مرور الأيامأكثر من 18 ألفاً من التيار الوطني الحر و«حزب» الكتلة الشعبية الذي يتزعمه النائب إيلي سكاف كان مقرراً أن يشاركوا في المهرجان المركزي، والانطلاق من زحلة في قافلة كبيرة الى ساحة المهرجان في الدورة، على أن ينضم إليهم آخرون من أبناء البقاع يقطنون في بيروت وجبل لبنان ومناطق أخرى.
وقال بعض منظمي المشاركة البقاعية في المهرجان «المؤجل» لـ«الأخبار» إن أكثر من 160 حافلة نقل كبيرة (45 راكباً) و250 حافلة صغيرة (12 راكباً) إضافة الى 3 آلاف سيارة كانت على وشك الانطلاق وجاهزة جميعها لنقل الآلاف الى المهرجان بعدما تجمهروا عند مدخل زحلة، قادمين براياتهم وأعلامهم من مختلف القرى في البقاعين الأوسط والغربي وراشيا.
إرجاء المهرجان أثار حفيظة كثيرين من أنصار التيار وأصدقائهم الذين أصرّوا على النزول رغم الأمطار الغزيرة، وأبدوا اعتراضات انتهت بمهرجان محلي، أمام مكتب التيار الوطني الحر في مدينة زحلة، ألقت فيه ميريام عقيلة النائب إيلي سكاف كلمة أكدت فيها أن «زحلة لنا... وليست لأحد آخر، وكلنا مع الجنرال ميشال عون».
وبعدما صدر القرار بالعودة الى المنازل والاستعداد للمهرجان في موعد آخر، انطلقت مسيرات سيارة جابت شوارع مدينة زحلة والبقاع الأوسط مطلقة العنان لـ«زمور الجنرال» في استعراض للقوة على الطرق الرئيسية، «دحضاً» لما روّجه البعض بأن التيار لم يستطع أن يحشد لمهرجانه المركزي في الدورة، ولإظهار الحجم الفعلي لقوة التيار في مختلف مناطق البقاع، ولا سيما في مدينة زحلة التي تزنّرت باللون البرتقالي والأعلام اللبنانية. وأظهر التيار أنه قوة لا يستهان بها في زحلة، وفي كل البقاع، وأن الانتخابات النيابية لو جرت الآن لحسمت نتائجها لمصلحة التيار وحلفائه، على حد قول أحد قادته المحليين.
الحشود كانت تتجمع تحت عيون «الخصوم» الذين عبروا عن فرحتهم بهطول الأمطار وتأجيل المهرجان! لكنهم لم يستطيعوا إخفاء «امتعاضهم» من الحشد الشعبي الكبير الذي استطاع التيار الوطني الحر أن يجمعه مع أصدقائه في زحلة والبقاع. إذ إن هذا الحشد سيعيد «خلط» الأوراق المحلية، وسيستدعي من القوى «المختلفة» مع التيار إعادة درس أوضاعها التنظيمية، ولا سيما تيار المستقبل وحليفه حزب القوات اللبنانية الذي تلقى رسالة غير مباشرة من التيار «البرتقالي» والنائب إيلي سكاف في زحلة، مفادها أن المدينة ومنطقتها في مزاج سياسي آخر بعيد جداً من مزاج السلطة.
هذه الرسالة غير المباشرة استدعت أمس، بعد استعراض القوة «العونية ــ السكافية»، من قوى سياسية أخرى إجراء سلسلة اتصالات ولقاءات لتقدير الموقف والتأكد من صحة الأرقام المتداولة عن عدد الذين كانوا سيشاركون من زحلة والبقاع الأوسط في المهرجان. وقال متابعون لـ«الأخبار» إن بعض القيادات من تياري المستقبل والقوات اللبنانية تابعوا باهتمام كبير حجم الحشود الشعبية التي تجمهرت في زحلة، وإن اتصالات أجريت للتأكد مما إذا كان أنصار حزب الله وحركة أمل وأحزاب القومي والبعث والشيوعي «رفدوا» الحشود العونية. وأظهرت هذه الاتصالات، بحسب معلومات «الأخبار»، أن «الحشد» كان عونياً ـ سكافياً» صافياً مئة في المئة، وأن القوى الأخرى لم توعز إلى أنصارها بالمشاركة.