برلين ــ غسّان أبو حمدمرجعيون ــ عسّاف أبو رحّال

القوة البحرية تتحرك فوراً وتلقائياً في حال الاشتباه بمركب غريب، وبإمكانها استخدام القوة عبر الطائرات المروحية والقوارب السريعة

في احتفال رسميّ أقيم ظهر أمس الأحد على متن البارجة الإيطالية «غاريبالدي» المرابطة على الشاطئ اللبناني، تسلّمت القيادة الألمانية من القيادة الإيطالية رسمياً مسؤولية حراسة الشاطئ اللبناني، عملاً ببنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701. وقال قائد القوة البحرية الدولية الألماني الأميرال أندرياس كراوزه: «مهمتنا تماشياً مع قرار مجلس الأمن 1701 هي دعم الحكومة اللبنانية في تأمين الحدود البحرية للحيلولة دون دخول الأسلحة والمواد الأخرى المرتبطة بها بشكل غير قانوني».
وكان الناطق باسم قيادة الجيش الألماني قد أعلن أول من أمس أن البوارج الألمانية وصلت ورابطت عند أهدافها على الشاطئ اللبناني، وباتت مستعدة لتسلم مهمتها من قيادة البحرية الإيطالية التي قامت، إلى جانب البحرية الفرنسية، بواجب الحراسة البحرية مؤقتاً تمهيداً لوصول البوارج الحربية الألمانية.
ويتكون الأسطول البحري التابع لقوات «اليونيفيل» من بوارج حربية وقوارب سريعة ألمانية، إلى جانب قطع بحرية سويدية وهولندية ونروجية ودنماركية تخضع جميعها لقيادة الأدميرال الألماني أندرياس كراوزهولا يزال شكل العلاقة بين قوات «اليونيفيل» وقيادة الجيش اللبناني خاضعاً للغموض في جوانب منه، وخاصة الجوانب المتعلقة بمدى نشاط البحرية الدولية على الشواطئ اللبنانية. فبينما يصرّ بعض نواب البرلمان اللبناني على ضرورة بقاء مساحة قليلة من الأميال البحرية القريبة من الشاطئ خارج نطاق عمل القوات الدولية (حرصاً على «بعض السيادة» اللبنانية)، وفي حين تؤكد مصادر وزارة الدفاع اللبنانية أن «الأمر لها»، فإنّ مصادر القوات البحرية الدولية تشير من ناحيتها إلى أن نطاق عملها يشمل خمسين ميلاً بحرياً ابتداء من الرمل اللبناني، وتؤكد أنها تملك حرية التحرك العسكري عند الاشتباه بأي عملية تهريب للسلاح أو سواه من دون استشارة قيادة الجيش اللبناني.
وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية أوفيه زونتاغ، في حديث للتلفزة الألمانية (إن-تي-في) ظهر أمس الأحد، أن القوة البحرية الألمانية تتحرك فوراً وتلقائياً في حال الاشتباه بمركب غريب، وبإمكانها استخدام القوة عبر الطائرات المروحية والقوارب السريعة لإجبار المركب المشبوه على الرسو عند الشاطئ لتفتيشه والتأكد من حمولته.
وتجدر الإشارة إلى أن وجود البحرية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط هو الأول من نوعه في هذه المنطقة الحساسة، نظراً لاحتمال الاحتكاك المباشر بين الجيش الألماني والجيش الإسرائيلي، وهذا موضوع حساس تعمل على تفاديه جميع الأحزاب الألمانية بسبب «عقدة الهولوكوست»، وهذا ما استدعى التردد والنقاش البرلماني الواسع في جلسة تاريخية في العشرين من شهر أيلول الماضي انتهت بالموافقة على المشاركة في المهمة الدولية بقوة بحرية مؤلفة من 2400 جندي ألماني «حفظاً للأمن والاستقرار» مع التأكيد ــ بشكل استثنائي ــ على ضرورة تفادي أي احتكاك بالجيش الإسرائيلي ــ حتى لو كان هذا الاحتكاك العسكري عن طريق الخطأ أو الصدفة!
على صعيد آخر، كرّمت الكتيبة الهندية العاملة في قوات الطوارئ الدولية جرحى الألغام الذين قدمت لهم مؤسسة إنسانية هندية أطرافاً اصطناعية بواسطة القوات الهندية، وعددهم نحو 22 شخصاً من مختلف المناطق الجنوبية. وتحدث قائد الكتيبة الكولونيل بانوار أمام الجرحى والمصابين مرحباً بهم، متعهداً استمرار تقديم العون والدعم لهم. وكانت الكتيبة الهندية قد احتفلت بتقديم الأطراف الاصطناعية للمصابين في شهر حزيران الفائت في مبنى بلدية جديدة مرجعيون. وتأتي خطوة اليوم لمتابعة أوضاعهم الصحية والاطلاع على ما آلت إليه حالتهم بعد تركيب الأطراف الاصطناعية.
كما تفقّد وزير الدفاع الإسباني مقر القيادة الإسبانية التابعة لقوات «اليونيفيل» في سهل بلاط، يرافقه السفير الإسباني في لبنان ميغال بانزو وعدد من مسؤولي السفارة. واتخذت الكتيبة الإسبانية إجراءات أمنية مشددة حول مقر قيادتها وعلى الطرقات الرئيسية المؤدية إليها، ومنعت الصحافيين من دخول المعسكر لتغطية الزيارة، وهو ما أدى إلى حصول تلاسن بينهم وبين الحرس الإسبان الذين حالوا دون اقترابهم. وعلم أن الوزير الإسباني أُقيم له احتفال داخل المعسكر، تحدث فيه الخطباء باللغة الإسبانية، وتناولت الكلمات دور القوات الإسبانية في لبنان واليونيفيل عامة في حفظ السلام وتثبيت الاستقرار للحؤول دون تدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب مرة ثانية.
الوزير الإسباني تفقد أقسام المعسكر الحالي في سهل بلاط، كما تفقد معسكراً ثانياً في سهل إبل السقي، والاشغال الجارية فيه لتوسيعه وتحصينه، وقد تحول إلى مدينة عسكرية إسبانية تضم مستوعبات وحاويات ومنشآت عسكرية وبيوتاً جاهزة وأبراجاً للمراقبة، بانتظار إنجاز العمل في بناء المنشآت الإسمنتية والحديدية.