صور ــ أمل خليل
تنهي خيم البحر في صور أيامها الأخيرة لهذا الصيف بأسى. فبعد أن كان مقرراً أن ينتهي الموسم في أواخر أيلول، مدّدت البلدية لأصحابها المهلة لأيام أخرى بعد أن «قصفت الحرب عز الموسم». والمؤسف أنه حتى بعد انتهاء الحرب لم تزدهر الحركة، بسبب حذر الرواد وخوفهم مع استمرار الحصار وتعثّر مقوّمات العودة.
ولا يختلف الأمر كثيراً في المقلب الآخر على الكورنيش البحري، الذي يحاول الآن تلقف ذيول بعض الساهرين، الذين يتناقصون يوماً بعد يوم، مع تبدل الطقس في الليل. وليس أصحاب «بسطات الإكسبرس» أفضل حالاً؛ وهم يشكون الاستمرار في دفع الرسوم البلدية ذاتها رغم قلة العملوبين عتمة الكورنيش والخيم، فإن الليل في وسطهما مختلف تماماً. فالمقاهي والمطاعم المنتشرة على البحر، ولا سيما على جادة نبيه بري تغص بالساهرين المتعدّدي الجنسيات. وإذا كانت جلسات الكورنيش والخيم ليست مقصد قوات اليونيفيل، فإن تلك المقاهي تفي بالغرض تماماً، لما توفره من أجواء وتقديمات متعددة الجنسيات مثلهم، وهو ما جعل جنود «اليونيفيل» يملأون فراغ السكان المحليين بالزحمة المناسبة. إذ تعد مدينة صور مقصداً للسهر، لا يتوافر في القرى الجنوبية حيث تنتشر كتائبهم. أضف إلى ذلك أنّ مئات العاملين في مؤسسات دولية كالصليب الأحمر الدولي والمفوضية الأوروبية وهيئات سعودية وإماراتية وقطرية استأجرت مساكن لأفرادها في صور تزامناً مع تنفيذهم مشاريع في إعادة إعمار ودعم الجنوبيين بعد العدوان. فباتت الفسيفساء البشرية التي تجمع كل أصقاع الأرض في بضعة أمتار، مشهداً مألوفاً هنا. وما يلفت أن بعض الأجانب باتوا يتماهون مع المشهد المحلي في بعض الأمور كـ«الأركيلة».
ويشكّل تمركز الغرباء في المدينة صمّام أمان لدى بعض أصحاب المقاهي. فبعدما كانت أشهر الشتاء تشكل ركوداً اقتصادياً بعد عودة المغتربين إلى غربتهم ونزوح عدد كبير من الشباب إلى جامعات بيروت لمتابعة دراستهم، فإن الوضع الآن برأيهم لن يتأثر بالنسبة ذاتها مع حضور قوات اليونيفيل والعاملين الدوليين في هيئات الإغاثة.