ارحموا الناس، فنشرات الأخبار، وما تتضمنه من تصريحات ومواقف صادرة عن هذا السياسي أو ذاك، باتت تولّد الأسى في نفوس المواطنين الذين لا حول لهم، إذ إن أغلب ما تقوله المواقف والتصريحات لا يشذّ عن قاعدة الشحن الطائفي أو المذهبي. من بين هذه المواقف أنتقي بعضها وفق ترتيب عشوائي، وإليكم بعضها لأن المجال لا يتسع لاستعراضها كلها: «نريد المحاسبة»، «نحن من سيحاسب»، «حلف سوري إيراني»، «نحن أمّ المقاومة وأبوها، وقبل مارون الراس هناك عين الرمانة» (اللي استحوا ماتوا)، «نريد فتح ملفات الفساد»، «نريد حكومة وحدة وطنية» (طبعاً حقُّن)، «أميركا صديقتنا وتريد مساعدتنا»، وها هو الشعب اللبناني اليوم ينتظر «العيدية» التي وعدهم بها الرئيس نبيه بري.رجاءً ارحموا الناس، ارحموا الشعب المسكين (يلّي ناطر صرلو سنين)، البلد على شفير الهاوية، والجميع يسعى الى الهجرة الى أول بلد يستقبله.
ماذا لو نشبت حرب أهلية؟ ماذا ستفعلون أيها القادة العظام؟ هل ستتولون قيادتها بالاحتراف نفسه الذي خبرناه خلال الحرب الاهلية، ومن قصوركم (الصامدة)؟ أم تلجأون الى دولة أوروبية وتمدّون ميليشياتكم من هناك بما تحتاج إليه من سلاح؟
الأرجح أنه لا سبيل أمامنا سوى التخلي عن أوهام الغلبة، وليس في استطاعة أحد أن يلغي أحداً، لذا عليكم يا قادة الرأي بالهدوء والتعقّل، وإلا ضاع منا البلد الأجمل في هذه البقعة.
محمد الدقدوق