إبراهيم عوض
قلت للمبعوث النروجي: اسأل الإسرائيليين إذا كانوا راغبين فعلاً في السلام

يبدي وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ارتياحه لإقرار مجلس الوزراء التشكيلات الديبلوماسية للسفراء التي جهد في إعدادها وبقي على تشاور مستمر بشأنها مع كل من رئيس الجمهورية العماد إميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لتذليل الصعاب والاعتراضات، مشدداً على أنه عمل بما يرضي ضميره وقناعته حتى تمكن من تقديم اللائحة إلى الرئيسين وحصوله على مباركتهما لها.
ولا يعير الوزير صلوخ اهتماماً بما يحاول البعض تصويره على أن التشكيلات الديبلوماسية ثمرة محاصصة بين رئاستي الجمهورية والحكومة أنتجت في بعبدا والسرايا وسويت في قصر بسترس، إذ يقول لـ«الأخبار» باعتزاز إن 85 % من هذه التشكيلات، إن لم يكن أكثر، صنع يديه، مذكراً بالوعد الذي قطعه أمام مجلس النواب إبان فترة الاعتصام احتجاجاً على مضي إسرائيل في حصارها البحري والجوي والبري على لبنان، بإنجازها في أسرع وقت، كاشفاً أن مشروع التشكيلات كان حينذاك بين يدي لحود والسنيورة .
ويدافع وزير الخارجية عن مشروعه الذي أراده مؤسساتياً بالدرجة الأولى، من منطلق أن اختيار السفراء تم بعد الرجوع إلى ملفاتهم والاطلاع على سيرهم الذاتية والتأكد من كفاءاتهم وجديتهم ورصانتهم ومسلكهم وما قدموه للبنان من خلال عملهم الديبلوماسي، مع مراعاة التوزيع الطائفي المعمول به منذ إقرار اتفاق الطائف. كما أفاد صلوخ بأنه حرص على تعيين سفراء مخضرمين، ولهم باع طويل في العمل الديبلوماسي لدى الدول التي توجد فيها نسب كبيرة من أبناء الجالية اللبنانية، بحيث يتمكنون من التعاطي بسرعة مع متطلبات هذه الجالية خلافاً لما يكون عليه الأمر مع سفراء جدد يلزمهم الوقت للتعرف إلى أوضاعهم ومشاكلهم.
وبالعودة إلى جلسة مجلس الوزراء التي أقرت فيها التشكيلات، يوضح صلوخ أنه كان لا بد من الاستعانة بشخصيات سنية من خارج الملاك لتعيينهم سفراء في القاهرة والرياض ونيويورك والكويت بسبب نقص في الخارجية للسفراء الذين ينتمون لهذه الطائفة، مشيراً إلى أنه سبق أن فاتح لحود بهذا الموضوع حيث أبدى الأخير خشيته من وجود وضع مماثل في طوائف أخرى، إلا أنني أكدت له اقتصار المشكلة على الطائفة السنية وحدها.
وفيما يلفت الوزير صلوخ إلى أن إشكالية تعيين سفير ينتمي إلى الطائفة العلوية وآخر إلى الطائفة الأرمنية حلت في خلوة الرئيسين التي سبقت جلسة مجلس الوزراء وشارك في جانب منها، يبدي تفهماً لموقف وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي الاعتراضي على التشكيلات بحجة عدم اطلاعه عليها مسبقاً، خصوصاً في ما يتعلق بالسفراء السنة، ويقول إنه كان يستحسن استشارته في هذه المسألة نظراً لموقعه في مدينته طرابلس والقاعدة الشعبية التي يتمتع بها والتي جعلته «الرقم 1» في نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة على صعيد الشمال. ويروي وزير الخارجية والمغتربين في هذا الإطار أن الوزير الصفدي، وفي سياق اعتراضه، سأل عن أسباب عدم الإعلان في الصحف عن حاجة وزارة الخارجية إلى سفراء من طائفة معينة، فأجبته بأن ذلك يتنافى مع الأصوال، إذ إن المطلوب ليس مديراً عاماً للكهرباء أو لمؤسسة أو حتى محافظ، بل ممثل للبنان رب عمله لبنان.
ويتحدث الوزير صلوخ عن لقائه الأخير مع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسن الذي جاءه لتوضيح حقيقة موقف القوة الدولية العاملة في الجنوب مما نشر عن وجود «قواعد اشتباك» وعلاقة بنزع سلاح المقاومة، نافياً وجود مثل هذا التوجه، مؤكداً التزام القوات الدولية بما نص عليه القرار 1701 الذي حدد عملها الأساسي وهو مساندة الجيش اللبناني والتنسيق معه.
وانتهز صلوخ فرصة اللقاء ليعاود التأكيد على بيدرسن بأن الإمرة في الجنوب للجيش اللبناني وحده وإذا ما عثرت قوة دولية على سلاح أو اعترضها مسلح فعليها إعلام الجيش قبل اتخاذ أي موقف من جانبها. وما يطبق في البر يسري على البحر أيضاً، فعند اعتراض سفينة حربية تابعة لـ«اليونيفيل» باخرة محملة بالسلاح على سبيل المثال عليها إبلاغ الجيش أولاً والتفاهم على الإجراء المنوي اتخاذه. وقد ابدى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة تفهماً لما قاله صلوخ وأعلن عن استمرار العمل بين الأمم المتحدة وإسرائيل لحل مشكلة بلدة الغجر وكذلك مسألة الخروق الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.
من جهة أخرى كشف صلوخ أنه لدى استقباله المبعوث النروجي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين سيفجي الذي ابلغه بتوجهه إلى تل أبيب بعد زيارته لبنان طلب إليه أن يسأل المسؤولين الإسرائيليين إذا كانوا راغبين فعلاً بالسلام والعيش مع جيرانهم. فإذا جاء جوابهم بالإيجاب فعليهم أن يثبتوا ذلك ويمهدوا الطريق لإحلال السلام، لافتاً إلى أن ما يفعلونه في بلدة الغجر لا يدل أبداً على ذلك، مشيراً إلى أن هذه المشكلة قنبلة موقوتة من صنع إسرائيل، وبات على لبنان المطالبة بتحريرها مع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.