صور ــ أمل خليل
بالأمس عاد آلاف الطلاب في الجنوب إلى مقاعدهم الأصلية أو إلى مقاعد بديلة. آخرون لم يتمكنوا من العودة بسبب عدم تأمين البديل اللازم لمدارسهم التي دُمّرت. ففي مدرسة أنصارية الرسمية، لم يجد عشرات الأطفال في المرحلتين الابتدائية والروضات مكاناً لهم بسبب عدم الانتهاء من إعادة إعمار القسم الذي دمره القصف الإسرائيلي. وفي المدرسة ذاتها وقف وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني ليعلن عن بدء العام الدراسي موفياً بالوعد الذي قطعه بعودة جميع الطلاب إلى مدارسهم في الوقت المحدد سابقاً.
ولأن العودة إلى المدرسة هي من أهم المقومات لاستعادة الحياة الطبيعية وتخطي المشاكل التي واجهها الأطفال خلال الحرب، تعاونت وزارة التربية مع اليونيسف في مدارس الجنوب، وأثمر التعاون إطلاق حملة العودة إلى المدارس. والحملة التي أطلقت في احتفال من مدرسة أنصارية الرسمية تشمل تقديم حقائب مدرسية وقرطاسية للتلاميذ والتجهيزات الأساسية للتدريس. وقد حضر الاحتفال وزير التربية الذي أكد التزامه «تأمين العودة السليمة لطلاب الجنوب مذكراً بالوعود التي قطعها سابقاً، وها قد تحققت في هذا اليوم المبارك بعد الإعفاء من رسوم التسجيل وتأمين الكتب المجانية وإعادة تأهيل المدارس المتضررة». وجدد شكره «للدول العربية كافة التي ساهمت في دعم القطاع التربوي بعد العدوان، ولا سيما الإمارات والسعودية». كما تحدث في الاحتفال ممثل اليونيسف في لبنان روبرتو لورنتي الذي عبّر عن سعادته العميقة وتفاؤله بعودة الأطفال إلى صفوفهم والتي عدّها أحد عناصر التعافي بعد الأزمة الأخيرة. وأمل لورينتي تدريب كل الأساتذة على المشاكل النفسية الاجتماعية التي سيواجهونها لدى الأطفال. وبعد أن قدم مدير المدرسة زاهي ياسين درعاً تكريمياً إلى الوزير تقديراً لجهوده التي بذلها لعودة الدراسة إلى مدارس الجنوب، وزعة القرطاسية على الطلاب، وتفقد الحاضرون القسم المدمر من المدرسة. يذكر أنّ «اليونيسف» قدمت حقائب وقرطاسية إلى 1400 مدرسة رسمية وخاصة استفاد منها حوالى400 ألف طفل.
وفي حين توجه وفد اليونيسف إلى مدرسة معركة الرسمية لتوزيع القرطاسية على الطلاب، تابع الوزير جولته متوجهاً إلى مدرسة البيسارية الرسمية حيث شارك في احتفال تأبيني للمعلمتين خديجة وزهرة معروف حسين اللتين استشهدتا أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير.
المحطة التالية في الجولة كانت مدرسة برج رحال الرسمية حيث أعلن أن الوزارة ستباشر بدفع 25% من مستحقات الأساتذة المتعاقدين، على أن يعمل على دفع المستحقات كافة بالتعاون مع وزارة المالية. أما المحطة الرابعة فكانت مدرسة فرون الرسمية التي أطلق فيها العام الدراسي بعد أن كانت قد نالت نصيباً وافراً من الأضرار من جراء العدوان.
وفي ما يخص انطلاقة العام الدراسي الجديد في المدارس الرسمية الجنوبية، يمكن القول إنّ النجاح أو التعثّر كانا متفاوتين نسبة للمعوقات التي تحيط بخصوصية كل مدرسة في القرى التي كان الدمار من نصيبها جراء العدوان. وقال مصدر تربوي إن الأمور قد تحتاج اسبوعاً ريثما تستكمل عملية التسجيل الملقاة على عاتق الأهالي.
في المدرسة الابتدائية الأولى في الخيام، وصفت المديرة نورما زلزلي الانطلاقة بأنها جيدة رغم الدمار، وقالت: «نسبة الغياب كانت ضئيلة في اليوم الأول، لكنّ الآلية المعقدة بعض الشيء لتسلم الكتاب المدرسي غير المتوافر جعلت الانطلاقة ناقصة وغير سليمة. وتعاني المدرسة نقصاً في الأساتذة المتعاقدين الذين غادروا إلى أماكن اخرى، علماً بأن نسبة الطلاب المسجلين بلغت نحو 110 من أصل 145 طالباً». أمّا في ثانوية البلدة الرسمية المدمرة فأوضح مصدر مسؤول أن بعض المعوقات حالت دون انطلاقة سليمة واقتصر النشاط على توزيع لوائح بأسماء الكتب على 93 من أصل 154 طالباً، على أن يكون مبنى المهنية المجاور البديل الآخر المناسب.