ثائر غندور
انتهت مع نهاية الأسبوع الفائت امتحانات الدخول إلى الجامعة اللبنانيّة وسط تفاوت في الإقبال بين كلية وأخرى. لكن، في المجموع، تقدّم 18 ألف طالب إلى الكليات التي يتطلّب الدخول إليها امتحاناً، ومن لا يحالفه الحظ فسينتهي على الأرجح في واحدة من كليات الجامعة المفتوحة التي تعاني أصلاً من اكتظاظ في عدد طلابها

قدّم أكثر من ثمانية عشر ألف طالب طلبات ترشيحهم إلى امتحاناتالدخول إلى كليات الهندسة، الصحة، الإعلام والتوثيق، العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال، السياحة وإدارة الفنادق، التربية ومعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية. أما عدد الطلاب الذين تستوعبهم الكليات فيزيد على ثلاثة آلاف بقليل، وهو ما يعني أنّ حوالى خمسة عشر ألف طالب بقوا من دون مقعد جامعي، أو ربما توجهوا إلى الكليات المفتوحة في الجامعة اللبنانية التي تعاني اكتظاظاً طلابياً في السنوات الأولى، فيما يقصد آخرون الجامعات والمعاهد الخاصة الكثيرة.
تطرح قراءة أرقام المرشحين والمقبولين تساؤلات عدة. ففي كلية الإعلام والتوثيق تقدم في الفرع الأول أكثر من ألف ومئتي طالب لامتحان الدخول بزيادة حوالى أربعمئة عن العام الماضي، وتسعمئة في الفرع الثاني. وبقي عدد المقبولين مئة وخمسين في كل فرع (خمسون في كل قسم من أقسام الكلية الثلاثة: صحافة، علاقات عامة وإعلانات، توثيق وإدارة مكتبات)، رغم مطالبة إدارتي الفرعين بزيادة العدد إلى مئتين، وخصوصاً مع انتقال الفرع الأول إلى مبنى كلية الزراعة سابقاً في الأونيسكو مع بداية العام الجامعي.
من جهتها، اضطرت إدارة كلية الهندسة إلى خفض معدل النجاح في امتحان الدخول من 12/20 إلى 11/20 بسبب انخفاض علامات الطلاب، علماً بأنّه لم يطرأ أي تعديل على طبيعة المسابقات وصعوبة الأسئلة، ورغم ارتفاع عدد المتقدمين إلى امتحان الدخول عن السنة الماضية. فقد بلغ عدد المرشحين حوالى ثلاثة آلاف وقُبل منهم خمسمئة وستون طالباً.
أما في معهد الفنون الجميلة، فقد تقدّم ما يقارب ألفاً وستمئة وأربعين طالباً لامتحان الدخول ليُختار منهم ثلاثمئة وسبعون. ويُفترض أن يكون المعهد قد بدأ بتطبيق نظام الـ LMD، أي بدء تدريس اختصاص التخطيط الفني (Graphic Design) الذي بدأ في الفرع الثاني فقط رغم ضعف الإمكانات التقنية (توافر أجهزة الكومبيوتر).
ويرتفع عدد المرشحين إلى امتحان كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال إلى ما يزيد على ثمانية آلاف، في حين تستوعب فروع الكلية الخمسة ألف طالب. وتذهب غالبية الذين لم يحالفهم الحظ إلى المعاهد والجامعات الخاصة. أما اللافت في الكلية فهو أنّ عدد المقبولين في بعض الفروع ارتفع عن قدرتها الاستيعابية، بينما انخفض في فروع أخرى، وهو ما سيدفع إدارة الكلية إلى إجراء تبديل بين الفروع.
ويخضع الطلاب في كليتي السياحة وإدارة الفنادق والتربية إلى مرحلتي «تصفية»: الأولى امتحان خطي والثانية مقابلة شفهية. ففي كلية التربية نجح ستمئة طالب في الفرعين الأول والثاني والعمادة من أصل ألف وستمئة في المرحلة الأولى، على أن يخضعوا للمرحلة الثانية التي تتوقع إدارة الكلية أن ينخفض عددهم إلى أكثر من عشرة بالمئة. في المقابل، تقدم ثلاثمئة طالب إلى كلية السياحة وإدارة الفنادق (بانخفاض كبير عن السنة الماضية بسبب تزامن امتحانات الدخول مع كأس العالم كما قال بعض المسؤولين في الكلية) واختير مئة وثلاثة طلاب.
تبقى كلية الصحة، حيث تقدم ألف وثمانمئة طالب لامتحانات الدخول، وقُبل حوالى خمسمئة. إلاّ أنّه لم تتساوَ الأقسام في عدد المتقدمين إليها، فتكتظ بعض الأقسام وتعاني أخرى نقصاً في عدد الطلاب. ففي قسم العلوم التمريضية (اللغة الإنكليزية) في الفرع الرابع تقدم عشرون طالباً واختير ثلاثة عشر منهم، بينما يستوعب القسم خمسة وعشرين.
اللافت ارتفاع عدد المرشحين في غالبية الكليّات، وغياب عدد منهم عن امتحان الدخول. ففي كلية الهندسة الفرع الثالث خضع تسعمئة وخمسون طالباً لامتحان الدخول من أصل ألف وخمسمئة، ربما نتيجة «النصائح» الكثيرة التي يقدمها الطلاب القدامى للجدد بعدم الانتساب لهذه الكليات. لكن المؤكد أن بعض الطلاب يتقدم بطلبات عدة إلى كليّات مختلفة على قاعدة «يا رب تجي في عينو»، لأنهم غير واثقين من إمكان النجاح أو لأنهم لا يستطيعون دخول الجامعات الخاصة، ثم يتوجه غير المحظوظين منهم إلى كليات الجامعة اللبنانية المفتوحة، وهذا ما يفسر اكتظاظها. كما أن الحرب الأخيرة دفعت جزءاً من الطلاب إلى الهجرة. والغريب أن الذين «يقاتلون» لدخول هذه الكليات، يبدأون «بالنقّ» بمجرد دخولهم.