فاتن الحاج
يتطلع المراقبون إلى خروج المؤتمر الدولي الثالث حول مصادر المياه في حوض المتوسط بمعلومات عن واقع المياه السطحية والجوفية في لبنان الذي ما زال لغزاً لأسباب سياسية، «إذ لا يجوز أن نبقى ظمأى والمياه تحتنا»، يقول عضو لجنة المياه في نقابة المهندسين الدكتور مالك بصبوص. يستضيف المؤتمر الذي تنظمه الجامعة اللبنانية أكثر من 300 أستاذ جامعي وباحث ومهندس أخصائي من 25 دولة بينهم 50 باحثاً لبنانياً. ويذكر أنّه المؤتمر العلمي الدولي الأول الذي يعقد بعد العدوان الإسرائيلي، من 1 إلى 3 تشرين الثاني، في فندق كواليتي ــ إن في طرابلس.
أطلق رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر المؤتمر من الإدارة المركزية، مشيراً إلى أنّه يكرّس عودة لبنان إلى الساحة الدولية، وعجز العدو الإسرائيلي عن تعطيل دوره في المنطقة. ويهدف المؤتمر إلى مراجعة ومقارنة واقع مصادر المياه في حوض المتوسط وعرض الدراسات العلمية المتعلقة بإعادة استعمال المياه المبتذلة والصناعية، إضافة إلى تقييم مراقبة صحة الأنظمة البيئية المائية، وصياغة الاستراتيجيات وتحديد النظريات البيئية للحفاظ على جودة المياه من التلوث.
يقدم الباحثون المشاركون 160 دراسة وبحثاً علمياً قوّمتها لجنة علمية مكونة من 40 أستاذاً جامعياً من 17 دولة.
عزا شكر قلة مياه الشرب الآمنة إلى سوء إدارة المصادر المائية، قلة الاستثمارات في أنظمة المياه وعدم صيانتها بشكل لائق، والتخلص العشوائي من دون معالجة للمياه المبتذلة. وذكّر بأنّ المياه يمكن أن تكون عامل حرب أو سلام في المنطقة، والعالم يشهد بأنّ لبنان معتدى عليه في موارده المائية، ولا سيما بعد انتهاء الحرب الأخيرة. كما رأى شكر «أنّ الجريمة الكبرى تكمن في هدر المياه في الوقت الذي نملك فيه خزاناً احتياطياً من المياه لا يقل أهمية عن النفط».
من جهته، أوضح منسق المؤتمر رئيس قسم الصحة والبيئة في الجامعة الدكتور جلال حلواني أنّ واقع الكميات المائية في لبنان لا يزال لغزاً منذ السبعينيات ووزارة الطاقة والمياه لا تفصح عن الأرقام لأسباب سياسية، كما أنّ هناك نقصاً في محطات الرصد في كل المناطق اللبنانية. أما الباحث الدكتور يوسف حمزة فأكد «أننا لا نستطيع أن نستمر في البحث من دون أن تمدنا الوزارات بمعلومات عن مصادر المياه».