ابراهيم عوض
يكتسب حفل الإفطار الذي يقيمه منبر الوحدة الوطنية (القوة الثالثة) غداً في فندق فينيسيا «تحية لرؤساء الحكومة السابقين لمبادرتهم وإطلاقهم مذكرة التفاهم لإنقاذ الوطن» أهمية خاصة نظراً الى نوعية الحضور الذي يجمع أكثر من 250 شخصية سياسية من مختلف الاتجاهات، بينهم قيادات ومسؤولون ورؤساء أحزاب وتنظيمات وهيئات، ولما قد يشكل من فرصة جديدة للقاء بين قوى من المعارضة وأخرى من فريق 14 آذار، اذ علم أن دعوات وجهت الى العماد ميشال عون والرئيس امين الجميل، والنائب السابق نسيب لحود، والنائب بطرس حرب، الذين سبق أن زارهم الحص، عارضاً عليهم «مذكرة التفاهم» التي أقرها رؤساء الحكومة السابقون ووقعوا عليها.
ويعتزم الحص التحدث في حفل الإفطار عن حصيلة لقاءاته التي ويتجه الى طرح أفكار للخروج من الأزمة الراهنة. وهو يمتنع عن الكشف عن فحوى هذه الأفكار، إلا أنه يقر بأن معاودة الحوار المجدي بين الأطراف السياسية دونه صعوبات أبرزها عدم الاتفاق على معطيات الحرب الاسرائيلية التي شنت على لبنان ونتائجها. ففيما هناك فريق يرى بأن المقاومة حققت انتصاراً باهراً على اسرائيل، يرى فريق آخر أن المقاومة ألحقت بلبنان الدمار والخراب. ويتساءل الحص: «كيف يعقل لمن يتمسك بالرأي الأخير أن يجلس في مواجهة سيد المقاومة حسن نصر الله لمحاورته؟ ان الحوار في هذه الحال يبدو عقيماً وسبق ان عبرت عنه بالقول اننا نشاهد متحاورين اثنين يدخلان بموقفين ويخرج كل واحد منهما وهو متمسك بموقفه».
ولفت الحص الى انه سمع في لقاءاته من تحدث عما سيكتبه التاريخ عن الحرب وما إذا كان هناك انتصار للبنان أم هزيمة، فأوضح ان “المنتصر هو من يسطّر التاريخ، لافتاً الى ان احداث عام 1958 لم يكتب عنها التاريخ لأنها جاءت بمعادلة لا غالب ولا مغلوب، وكذلك الأمر بالنسبة الى اتفاق الطائف”.
ويرى الحص ان الوضع في لبنان يدور في حلقة مفرغة، ومعالجته على ما يبدو تحتاج الى ساحر، آخذاً على الكثيرين ممن يسمون «أصحاب القرار» خروج القرار من أيديهم.
وفيما يعلن بأنه اكتفى بالزيارات التي قام بها من أجل «مذكرة التفاهم»، عازياً عدم شمولها النائب سعد الحريري لعدم مبادرة الأخير الى «رد» الزيارة التي سبق ان قام بها الى قريطم، يحرص على التنويه بموقف العماد عون الذي بادر الى الاتصال به هاتفياً اثر صدور المذكرة معلناً دعمه لها. كما يتحدث باعتزاز عن توقيع اعضاء اللقاء الوطني اللبناني، والتجمع الوطني على المذكرة بالاضافة الى العديد من الشخصيات والمراجع السياسية.
ويرد الحص على من يأخذ على «مذكرة التفاهم» ربطها الخروج من الأزمة الراهنة بتأليف حكومة اتحاد وطني قائلاً ان اصحاب هذه النظرة لم يقرأوا المذكرة بعناية، خصوصاً ان رؤساء الحكومة السابقين لم يجعلوا من هذا المطلب أولوية بدليل ما جاء في البند الثامن والأخير في المذكرة الذي شدد على ضرورة إحياء مؤتمر الحوار الوطني وربما توسيع اطاره، وفي حال تعذر ذلك يصار حينذاك الى قيام حكومة اتحاد وطني.
وفي هذا الإطار أوجز الحص لـ«منبر الوحدة الوطنية» أمس حصيلة جولته على القوى السياسية ف فقال إن الجولة زادته اقتناعاً بأن الساحة اللبنانية باتت أشبه بمتاريس سياسية، الأمر الذي يتعذّر معه استئناف الحوار الوطني. وأكد أن التركيز في هذه المرحلة يجب أن ينصبّ على جميع أطراف النزاع حول رؤى مشتركة للمنطلقات الوطنية، وذلك وفقاً لما تضمنته المذكرة وتحديداً في ما يتعلق بالحرب الأخيرة في حيثياتها وحصيلتها وتداعياتها، معتبراً أن إتمام ذلك يفتح آفاق الحلول لشتى القضايا الخلافية.
من جهة أخرى، استقبل الحص أمس وفداً من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية برئاسة النائب السابق عدنان طرابلسي الذي وقع على مذكرة التفاهم. كما التقى الحص أيضاً وفداً من «هيئة العمل القومي» في الشمال ضم النائب السابق عبد الرحمن عبد الرحمن، وسمير شركس وعبد الله خالد الذين أعلنوا دعمهم للمذكرة.