شدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على أن المبادرة العربية للسلام في المنطقة «هي الاساس، وهي ليست معروضة للتفاوض»، محذراً من أن استمرار الاحتلال والنزاع العربي ــ الاسرائيلي وعدم حل القضية الفلسطينية يعني «استمرار التوتر والاضطراب الكبـــــير في الشرق الأوسطكلام موسى جاء بعد لقائه أمس رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الذي أكّد «أن لبنان سيتغلب بسرعة على تداعيات العدوان الاسرائيلي الأخير عليه بفعل تضامن الدول العربية الشقيقة معه»، ورأى أن قرارات اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي «وجه من وجوه هذا التضامن»، مؤكّداً أن الدولة ستتعامل بشفافية ومسؤولية مع المساعدات التي ترد من الدول الشقيقة والصديقة، وأنه سيسهر «شخصياً على أن يكون استعمالها بعدالة ومساواة في كل المناطق اللبنانية».من جهته، عرض موسى ما تفعله جامعة الدول العربية والمنظمات التابعة لها لمساعدة لبنان، مركّزاً على اهمية انعقاد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في بيروت والقرارات التي ستصدر عنه.
وأكد رداً على سؤال، أن المبادرة العربية «هي الأساس الذي يحدد الموقف العربي من السلام مع اسرائيل، وهي ليست معروضة للتفاوض»، موضحاً أن «التفاوض يكون على التفاصيل».
وأشار إلى أن «الوقت طال على هذا الاحتلال ولذلك يجب التعجيل في الانسحاب وفي الحل، إذا كان لمنطقة الشرق الاوسط أن تنتقل من حال إلى حال». معتبراً
أنه «ما دام الاحتلال موجوداً والنزاع العربي ــ الاسرائيلي قائماً والقضية الفلسطينية لم تحلّ، فلا يمكن أن يكون هناك سلام، بل ستكون هناك تداعيات سيئة وتكرار لما رأيناه من رفض شديد من العالم العربي كله ومن حوله العالم الاسلامي، بل كل العالم، بما فيه اوروبا، لاستمرار هذا الوضع، لأن استمراره يعني استمرار التوتر والاضطراب الكبير في الشرق الأوسط».
والتقى موسى وزبر الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ في قصر بسترس وعقدا بعد اللقاء مؤتمراً صحافياً مشتركاً وصف فيه صلوخ الأمين العام بأنه «راعي العمل العربي المشترك، والعامل دائماً في سبيل لمّ الشمل العربي، وتعزيز علاقات الدول العربية في ما بينها». وأشار
إلى ان «ما نشهده حالياً من محاولات اسرائيلية لتصدير الإخفاقات وللهروب إلى الأمام لن تأتي بالسلام ولا بالأمن». محذّراً من أن «التهديدات والمخططات التي يجري استخدامها والكلام عليها، والتي تستهدف الأراضي الفلسطينية، هي من الخطر بمكان ما يستدعي تعزيز الوحدة الفلسطينية ولمّ الشمل الفلسطيني وتوحيد الجهود في اتجاه تعزيز الصمود وإرساء التفاهم الوطني المطلوب».
بدوره، أوضح موسى أن لبّ النقاش والمشاورات التي جرت مع عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين كان حول أهمية ما سيتقرر من خطوات نتيجة للاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية لمساعدة لبنان في اعادة بناء ما تهدم». وأكّد أن تلك الخطوات «تم التفاهم عليها مع الحكومة اللبنانية وعبئت لها كل المؤسسات والصناديق المالية العربية وكل المنظمات التقنية والعاملة في المجالات المختلفة للتنمية، وكذلك منظمات المجتمع المدني العربي التي اجتمعت اليوم (امس)، للمرة الأولى، بناء على طلب رسمي من الجامعة العربية لبلورة موقفها والمعاونة على دعم المسيرة اللبنانية في إعادة الإعمار والتنمية».
وزار موسى وصلوخ الضاحية الجنوبية لبيروت لمعاينة آثار العدوان الاسرائيلي، وكان في استقبالهما عضوا المكتب السياسي في حزب الله غالب أبو زينب وأحمد ملّي ونائب رئيس المجلس التنفيذي الدكتور بلال نعيم. وتوجّه موسى إلى خيمة العمل التطوعي قرب المربع الأمني، ثم جال لدقائق في شوارع الضاحية الموحلة، قبل أن يكتفي بما رآه. وأبدى الأمين العام للجامعة أسفه لحجم الدمار، واعداً بدعم عملية إعادة البناء، ومبدياً دهشته لسرعة إزالة الردم.
وزار موسى رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري.
(الأخبار، وطنية)