طرابلس ــ عبد الكافي الصمد وفريد بوفرنسيس
ثمّن خطاب عون وحذّر من «مخطط مشبوه» لاستدراج بعض مما يجري في العراق إلى لبنان

جدّد «اللقاء الوطني اللبناني» دعوته الى «قيام حكومة اتحاد وطني من اجل مواجهة مشاريع الفوضى والتدويل التي تستهدف استقرار البلد وسيادته ونسيجه الوطني»، فيما حذّرت أوساط في اللقاء الحكومة من «سيول من المعارضة» بعد عيد الفطروعقد اللقاء اجتماعه الدوري في منزل النائب السابق رئيس «جبهة العمل الاسلامي» الداعية فتحي يكن في طرابلس، برئاسة الرئيس عمر كرامي وحضور أعضائه، الذين أكّد بعضهم لـ«الاخبار» وجود «توافق بين كل اطراف المعارضة على الاولويات، وهي: قيام حكومة اتحاد وطني، واجراء انتخابات نيابية مبكرة، ومن ثم انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
ولفت اعضاء في اللقاء الى انّ «تصعيداً أكبر ومواجهة سياسية أكثر حدّة سيبرزان بعد عيد الفطر، بهدف اسقاط الحكومة»، مشيرين الى انّ «الحكومة ستواجه سيولاً من المعارضة لن تقل عن الامطار التي هطلت على لبنان أخيراً».
وبعد الاجتماع اصدر «اللقاء» بيانا تلاه يكن ثمّن فيه «الجلسة، معتبرا اياها خطوة نوعية على طريق التأسيس لجبهة وطنية عريضة قادرة على الامساك بالبلد واخراجه من دوامة العبثية السياسية التي تمارسها قوى 14 شباط، وتوقف عند الزيارة التي قام بها الرئيس كرامي الى دمشق ولقائه بالرئيس بشار الاسد، وأكد اهمية تأليف حكومة اتحاد وطني في مستوى المرحلة، ودعا الفئات المستقوية بالدول الكبرى وبالخارج عموما الى الكف عن هذه المغامرات التي لم تجلب على لبنان الا الويل، وحمّل القوات الدولية كامل المسؤولية تجاه الانتهاكات المستمرة التي يمارسها الطيران الاسرائيلي للسيادة اللبنانية. وتساءل عن سبب غياب الموقف الدولي تجاه الاحتلال الاسرائيلي لبلدة الغجر، وحذّر من ابعاد التصريح الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية بشأن البحث في «ادارة المجال الجوي اللبناني» كواحدة من مهمات قوات «اليونيفل»، واعتبر ذلك امعانا في التدخل الدولي في الشؤون الداخلية، وتعديا صارخا على السيادة اللبنانية. واستنكر بشدة ما تعرض له بعض المراكز الامنية في العاصمة من هجمات صاروخية، محذرا من احتمال وجود مخطط مشبوه يستدرج الى الساحة اللبنانية بعضا مما يجري في العراق من اعمال اجرامية دموية تكاد تخرج عن نطاق السيطرة، كما ثمّن الخطاب الذي ألقاه الجنرال ميشال عون والذي يعبر عن موقف كل القوى الوطنية ويمثل حجم الاكثرية الساحقة في هذا البلد».
وأوضح كرامي بعد اللقاء انّ «دعوتنا إلى قيام حكومة اتحاد وطني ليست للحرتقة، بل لأنّ الوضع في لبنان أصبح مقلقاً، ويهدد الامن والمصير فيه، ولإيجاد مخرج للجميع من أجل الوصول الى حوار وطني جدّي يؤسس لقيام لبنان على أسس وطنية واضحة وصلبة. وما نشعر به اليوم أنّ الاكثرية الوهمية تحاول ان توحي في خطابها السياسي انّ الامور سائرة نحو التهدئة، لكسب الوقت ولتمرير بعض المخططات»، لافتاً الى انّ «الحادث الامني الذي وقع وسط بيروت هو نذير خطير، وانّ الاخبار التي تتوارد عن توافد بعض القوى، التي تخلق الفوضى في العراق، الى لبنان، تعطي صورة واضحة عن جدّية قلقنا». وفسّر «العيدية» التي وعد بها الرئيس نبيه بري اللبنانيين، بأنها «محاولة لكسب الوقت من اجل التهدئة. القضية ليست قضية عيديات، بل اخطر من ذلك بكثير، ولا يمكن معالجتها بهذه الطريقة».
من جهته، أوضح يكن في تصريح الى «الاخبار»، على هامش الاجتماع، انه وجد والرئيس كرامي، بعد زيارتيهما الى دمشق أخيراً، انّ «القيادة السورية ترغب في ان تكون الزيارة التي يزمع الرئيس فؤاد السنيورة القيام بها الى دمشق ناجحة، لذلك لا بدّ من وضع جدول اعمال لها من أجل حلّ القضايا المختلف عليها، حتى يعود رئيس الحكومة وقد أنجز شيئاً، لا ان تكون زيارة بروتوكولية وفولكلورية».