أمال ناصر
في موقف غريب، حجبت الحكومة دعمها عن المرشح اللبناني الوحيد لرئاسة الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية الوزير السابق كرم كرم التي ستجرى انتخاباتها في شهر تشرين الثاني المقبل.
ويتنافس كرم مع مرشحين من 13 دولة. الطبيب الغني عن التعريف لبنانياً وعالمياً، والذي وصفته مجلة «لانست» العالمية بـ«صاحب المشروع الثوري وأحد أفضل خمسة مرشحين للمنصب» لا يخفي مرارته من التعاطي الحكومي مع هذا الموضوع ويرى فيه «كيدية سياسية» ويفتخر بصداقته مع العرب جميعاً بمن فيهم سوريا.
رأس كرم المجلس العلمي العربي للاختصاصات الطبية ومركز التدريب على التقنيات الجراحية للعالم العربي، وانتخب عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية عام 2000 ورئيساً للجنة المالية والسياسية فيها. وتعد منظمة الصحة العالمية أهم منظمة في المجتمع الدولي بعد الأمم المتحدة وهي أكبر منظمة غير سياسية في العالم تعنى بالشأن الصحي العالمي وتضم ممثلين أعضاءً عن جميع دول العالم. وينتخب الامين العام للمنظمة كل خمس سنوات.
وفي حين لم تعلن الحكومة اللبنانية دعمها لترشيح الدكتور كرم الى هذا المنصب أعلنت الحكومة السورية دعمها له باعتباره المرشح العربي الوحيد الى جانب المرشح الكويتي. وعلق كرم على هذا الموضوع قائلاً «بإمكان أية دولة أن ترشح من غير رعاياها ويشترط أن تتوافر في المرشح مؤهلات معينة من ضمنها الإلمام بالشأن الصحي العالمي. هناك توافق وتنسيق بين وزراء الصحة العرب على أن تتقدم الدول العربية بترشيحي. وبما أن الأقربين اولى بالمعروف قامت سوريا بترشيحي على أن تتبعها دول عربية اخرى لأن بإمكان اكثر من دولة ان ترشح شخصاً واحداً. وزير الصحة اللبناني كان على تنسيق مباشر مع وزراء الصحة العرب وقد قدمت سوريا الترشيح اولاً وتبعها لبنان الذي ارسل وثائق الى منظمة الصحة العالمية».
أضاف: «يجب أن يكون الدعم السوري والعربي مدعاة فخر للبنان ونحن بحاجة الى علاقة جيدة مع كل دول العالم، وعندما يصل لبنان الى هذا المركز يصل معه كل العرب. إن تأييد سوريا وترشيحها لي هو مدعاة فخر وأتمنى ان يكون انعدام الدعم اللبناني سببه انشغال المسؤولين بهموم نتائج العدوان الاسرائيلي على لبنان وهي هموم كبيرة. ولكن فليسعد النطق ان لم تسعد الحال، أريد فقط ان يدعموني بكلمة أمام المسؤولين الدوليين الذين يتهافتون الى لبنان. أنا طلبت الدعم من المسؤولين اللبنانيين ولم اطلب اي شيء آخر».
هل قمت بزيارة المسؤولين اللبنانيين طالباً الدعم؟ يجيب «حسب الاصول وكما تمليه عليّ الواجبات زرت وزير الصحة اللبناني ووزير الخارجية ورؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة واتصلت بالقادة الدينيين في لبنان لإعلامهم عن رغبتي في الترشح وما اذا كان هناك مرشح لبناني آخر أفضل وأكفأ مني عندها أنسحب. وإذا كان المسؤولون اللبنانيون لا يرون أني كفء لهذا المنصب او يتعرضون للضغوط فليخبروني لأني لا أعرف من هو الممسك بزمام الحكم في لبنان».
وأكد أن «كل الشخصيات السياسية والروحية التي التقيت بها أعلنت دعمها لترشيحي ولكن لم يعلن احد ذلك على الملأ عدا المرجع السيد محمد حسين فضل الله. لم أشأ أن يكون للحملة وجه سياسي بل وجه وطني بخلفيات الكفاءة والمؤهلات. أنا أقر بأن احتمالات نجاحي قليلة ولو كانت الدولة اللبنانية داعمة لي لزادت فرص نجاحي. ولكن لن أحملهم مسؤولية خسارة المنصب فهم يتحملون مسؤولية اشياء كثيرة. إذا نجحت فهو نجاح لكل لبنان والعرب جميعاً».
وعن اسباب ترشحه لهذا المنصب؟ قال: «ان اهتمامي بالشأن الصحي العالمي وبمنظمة الصحة العالمية وشعوري بأنها فقدت الكثير من بريقها لأسباب سياسية هو الذي دفعني الى ذلك. إن المرض ملازم للفقر، والصحة اقوى سلاح ضد الفقر، والدواء سلاح استراتيجي مهم. فمع الدواء يحيا الانسان ومن دونه يقتل، ويجب ان يكون للمنظمة دور في محاربة الامراض وتأمين الدواء للفقراء، بالاضافة الى ما سيقدمه هذا المنصب للبنان من أهمية عالمية».