قال القائم بأعمال قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال ج. ب. نيهرا بعد لقاء ضباط كبار في الجيشين الإسرائيلي واللبناني أمس إنه يتوقع من إسرائيل إتمام انسحابها من لبنان قريباً، وأضاف: «إن الاجتماع كان جيداً جداً، وأعتقد أننا أغلقنا نوعاً ما كل الثغرات باستثناء بعض المسائل الفنية البسيطة التي يجب تسويتها قريباً جداً. ثم أتوقع بعد ذلك أن يتمّ (الجيش الإسرائيلي) انسحابه من جنوب لبنانيذكر أنّ القوات الإسرائيلية ما زالت في الجزء اللبناني من قرية الغجر، وقد أعلنت إسرائيل أنها تريد تسوية «مسائل أمنية» قبل الانسحاب منه. وتنقسم الغجر إلى قسمين، لبناني في الشمال وسوري في الجنوب احتلته إسرائيل عام 1967 مع احتلالها هضبة الجولان السورية، وفق ترسيم الخط الأزرق الذي وضعته الأمم المتحدة عام 2000 ليكون بمثابة حدود بين لبنان وإسرائيل. ولا يوجد سكان في القسم اللبناني من الغجر وهو عبارة عن شريط بعمق 700 إلى 900 متر وبعرض 300 إلى 800 متر.ميدانياً، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاً جديداً للسيادة اللبنانية تمثل بخرق الأراضي اللبنانية بين بلدتي العديسة ــ كفركلا وإقامة عبارات للمياه داخل الأراضي اللبنانية. وفي التفاصيل أن جرافتين إسرائيليتين تقدمتا قرابة الواحدة من بعد ظهر أمس بمواكبة 3 سيارات هامر مصفحة من منطقة البساتين في مستوطنة المطلة والمحاذية لطريق عام العديسة ــ كفركلا واجتازت الشريط الشائك الفاصل عبر بوابة فُتحت إلى داخل الأراضي اللبنانية بين العديسة وكفركلا، وعملت الجرافتان على حفر الأراضي وتجريفها، ومن ثم عمد عشرات من العمال الإسرائيليين إلى وضع عبارات مياه ضخمة في الأراضي اللبنانية لتحويل مياه السيول من الجانب الإسرائيلي في اتجاه أراضي العديسة ــ كفركلا وسط إجراءات أمنية اتخذها جنود الاحتلال الذين اتخذوا وضعيات قتالية في وجه السيارات اللبنانية المارة التي فوجئ ركابها بما يحصل. وحضرت إلى المكان دورية للكتيبة الإسبانية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية وراقبت الأشغال الإسرائيلية.
وكانت مزارع شبعا المحتلة قد شهدت فجر أمس تحليقاً مكثفاً للطائرات المروحية الإسرائيلية التي نفذت على فترات متتالية تحليقاً دائرياً على ارتفاعات متوسطة فوق وادي العسل وعلى طول الخط الفاصل مع مرتفعات الجولان المحتل. كما حلقت الطائرات عند الثانية عشرة من ظهر أمس فوق قرى وبلدات القطاع الغربي على علو متوسط، وخصوصاً فوق أجواء مدينة صور وقرى قضائها».
من جهة ثانية، باشرت القوات الإسرائيلية تعزيز وتحصين مواقعها الأمامية على طول جبهة المزارع واستقدمت جرافات تواكبها إلى مواقع مشكول الرمتا، السماقة ورويسات العلم وتلة الرادار. وتزامن ذلك مع دوريات مكثفة للآليات الإسرائيلية على طول الخط الأزرق ما بين الغجر وتلال العديسة وبمحاذاة مستعمرة المطلة قابلتها دوريات مماثلة للقوة الدولية المعززة وللجيش اللبناني في الجانب الآخر. وأفادت مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي باشر وضع سياج مكهرب عند تخوم مزارع شبعا اللبنانية المحتلة لوضع سياج ثان شائك ومكهرب يبعد عن الشريط القديم أكثر من مترين، كما زرع الألغام المضادة للأفراد في هذه المسافة التي تركها بين السياجين. وباشر الجيش الإسرائيلي عمله اليوم انطلاقاً من محيط بلدة العباسية اللبنانية في القطاع الشرقي من الجنوب وسط انتشار في المنطقة لحماية هذه الورش التي كانت ترافقها الآليات المدرعة. وكانت قوة تابعة للكتيبة الإسبانية العاملة في إطار قوات اليونيفيل المعززة إلى منطقة العرقوب، قد وصلت صباحاً إلى محاذاة بركة بعثائيل، وراقبت التحركات الإسرائيلية في موقعي السماقة والرمتا وأعمال التحصين التي تقوم بها قوات الاحتلال داخلهما.
على صعيد آخر، أعطى البرلمان الإيطالي مساء أمس موافقة نهائية على مهمة القوات الإيطالية المشاركة في «اليونيفيل».

(وطنية، رويترز، أ ب، يو بي آي)