سأقتلهُ في فكري!
  • عبير هشام خليفة

    قد يُسيطرُ الحبّ على الأخطاء، ويُبادر بابتسامة سماح، بقبلةٍ تشفي من خيانة. على الرغم من اشمئزازي من كلّ أنواع الطعنات، حب أو عشق أو صداقة، وفي النهاية تصل إلى نشرة الأخبار اليومية حيث يُبادرُ الغباء بالظهور علناً. لا أدري، أهو نتاجُ عقول فارغة أم معبّأة خارجاً.
    تقتاتُ من مبادئ العولمة، أي الانفتاح على كلّ شيء، مُضاجعة أوهام دولة المؤسسات وغيرها من الكلمات ذات الصدى القوي، كجسد امرأة تصعق الذكور وها هم يرمون هذه الزوابع إلى من تناسى ثقافة الخداع في السياسة اللبنانيّة! ها هو يقترب من الكفر خلال خطابه، إنه يُسقط القناع وها هي الكذبة تنطلق من بين شفتيه تصدّق كلّ الاتفاقات الخفيّة، كالأشباح التي لطالما ذاع صيتها في سياستنا وكأننا في عالم الغيب والأرواح، وكأنهم دمى علينا الشفقة على جمادها، تقدير شللها وانحطاط قواها! ها هو يتلعثمُ الآن، وفتاة جميلة تسمعهُ وتضحك، تحصي الزلّات المنطقيّة التي وقعت! إنه يقتربُ من تقبيل الشيطان، ينحدرُ قليلاً عن الوقائع وينحرف عن المتغيرات ويتجه نحو خيال بحت وكأنه يستعيد بدايات علم السّياسة باعتماده على أسلوب قياسيّ لا ينفع مع لبنان. إنه يلتقط صورة أمام أرزة، تعبيراً عن وطن لا يموت أو كفعل حاسدٍ ينظرُ إلى ضحيته بعين ٍ ذابحة! فليستبدلوها بشجرةٍ مثمرة كالتفاح، تحمل من الإيحاءات ما يكفي للكذب، لتقبيل ما يُريدون، وبالطريقةِ التي يشتهون. شجرة تحبّ البيئة الباردة، مغرية لليلةِ دافئة في أحضان معاهدة! فأنتَ تتكلم مع سياسيّ، ديبلوماسيّ... حيثُ الرغبة تبدأ بقلم فاخر وبورقة مدروسة البنود وفق موازين القوى، وليس حسب مفاهيم الحقّ والشرف والكرامة. حتى المرأة لا تكاد تلقى فرصة لتوقعَ بآدم لكونه في خطيئةٍ لا تحتاج إلى أنثى. معاشرة مستمرة لفكر شاذ، أم تبنٍّ لمستقبل شاذ، تودي بالتاريخ إلى صياغةٍ جديدة ذات تعابيرَ نابية! ها هو يُنصفُ حوّاء من إغوائها الأول. ربما هذا ما تغيّر في القرن الحادي والعشرين، لم تعد الأنثى قادرة على الإثارة كالسياسة، لها من شرفها ما يحدّد لها خطوط الانحدار، بينما السياسة ذات سلطة تقيها عند الانحدار من شدةِ الانزلاق. ها هي عبارته الأخيرة، عشتم وعاشَ لبنان وطناً حراً، مستقلاً. جملة قائمة على سرابيّة أتت من عدم انسجام قائلها مع مضمونها، وانحسار غيمة الحياة عن أرضنا المحروقة المدمرة، إذ لدينا غيمة ما زالت في سمائنا لم تشهد تدخّل وزارة الشؤون الاجتماعيّة، وموات الوطن كقيمة منذ لا أدري كم من الزمن. ولكن على أيامي لم أره، إن صادفته على الرصيف وتصادمت الأكتاف قد لا أعرفه، أما بقية التعابير فهي مجرد تعابير.
    لقد كذب عليّ وطن، هربَ نتيجة تفشّي النفاق داخل كينونته، إذاً... سأقتلهُ في فكري كيلا يقتلَ ذكرى الوطن.


    الإدارة الذكية

  • د. حسن فاخوري ــ صور

    بعدما تكبّد الجنوبي المال الكثير لتحضير أوراقه لمجلس الجنوب، جاءت المفاجأة بأنه لا لزوم لها، بل العمل لأوراق جديدة، والتحضير لافادات عقارية أصلية من صيدا (علماً ان اللامركزية توفر مالاً ووقتاً) وعلماً ان الافادة تكلف ما بين عشرة آلاف ولغاية ثلاثين ألفاً حسب اسلوب احضارها، بالاضافة إلى ضياغ الوقت والانتظار، أضف طلباً وهو اخراج القيد العائلي الاصلي وهو ما تزيد كلفته على ثلاثة آلاف ليرة لتصل الى عشرة آلاف، ومن لا يصدق فليجرب، وفي كل دورة يضيع وقت المواطن. ولنجرِ حساباً، عشرة آلاف ليرة افادة عقارية، وعشرة آلاف ليرة اخراج قيد عائلي اصلي، وعشرة آلاف ليرة بدل معاملات للبلدية وعشرة آلاف ليرة بدل مواصلات، المجموع خمسون ألف ليرة للفرد الواحد، مضروب ذلك بمليون انسان جنوبي، والنتيجة خسارة خمسين مليار ليرة لبنانية. وبعد ذلك يقال «سنساعد الجنوبيين الابطال وأهل الضاحية» متناسين كلفة ما نتكبده من بدلات مالية لانجاز المعاملات. «المساعدة» الفعلية تقضي بأن تكون المعاملات مجانية، فنوفر هدر الوقت والمال الذي يصبّ في جيوب السماسرة او معقّبي المعاملات.