اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بأنها تتذرع بتهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان لمواصلة انتهاكها للأجواء اللبنانية، خلافاً لما ينص عليه القرار الدولي 1701. وأكّدت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه أنّ «المنافذ البحرية والبرية ممسوكة»، وأنّ «الحدود البرية والبحرية ممسوكة بشكل دقيق وفعال، ولم يحصل أي عمل يستدل منه على دخول أي أسلحة إلى لبنان».وأضافت قيادة الجيش أنها «تعتبر بالتالي تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بمثابة تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية بهدف زعزعة الاستقرار (...) وذريعة وحجة مكشوفة لاستمرار العدوان على لبنان من خلال الخروقات الجوية المتمادية وعدم الالتزام بالقرار 1701».
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس الاثنين أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي بأن الطيران الإسرائيلي سيواصل تحليقه في الأجواء اللبنانية «ما دام الحظر على إدخال السلاح المهرب من سوريا إلى لبنان لم يطبق بشكل كامل».
وفي خطوة هي الأولى منذ انتشاره في الجنوب في السابع عشر من أيلول الفائت، أزالت وحدة من اللواء العاشر في الجيش اللبناني قبل ظهر أمس الخرق الإسرائيلي الذي نفذته قوات الاحتلال أول من أمس في منطقة كفركلا ــ العديسة بعدما وضعت عبّارات للمياه داخل الأراضي اللبنانية. وأفاد مندوب «الأخبار» عساف أبو رحال بأن قوة من اللواء العاشر حضرت قرابة العاشرة والنصف من صباح أمس إلى منطقة كفركلا ــ العديسة بمواكبة جرافة بوكلين، للعمل على إزالة العبارات وردم الخندق الذي أقامته القوات الإسرائيلية في أراضي كفركلا ــ العديسة. ولحظة وصول القوة اللبنانية، سجل تحرك للقوات الإسرائيلية في منطقة البساتين المحاذية لمنطقة الخرق، واقتربت سيارتا هامر إلى قرب الشريط الشائك وانتشر عدد من الجنود الإسرائيليين في المنطقة، الأمر الذي خلق حالاً من الاستنفار المتبادل، وهو ما استدعى وصول دورية للكتيبة الإسبانية العاملة في إطار اليونيفيل إلى المنطقة مؤلفة من ملالتين. وأعقبها وصول دورية لفريق المراقبين الدوليين، إذ شوهد عدد من الضباط الدوليين يحملون أجهزة GPS للرصد الطوبوغرافي الجوي. وأجرت الدورية كشفاً للمنطقة، وحُدِّد الخرق الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية. وبعد اتصالات بين قيادة اليونيفيل والجانب اللبناني، قامت الجرافة التابعة للجيش بردم الخندق الذي حفرته الجرافات الإسرائيلية وأزالت الخرق، وأقامت ساتراً ترابياً لمنع انسياب السيول من العبارة الإسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية». وفي وقت لاحق، عملت جرافة إسرائيلية على استحداث مجرى للسيول داخل البساتين في الجانب الإسرائيلي، وهو ما كانت عليه الأوضاع قبل الخرق.
من جهة ثانية، قال قائد القوات الإيطالية العاملة في قوة اليونيفيل الأميرال كلوديو كومفسوري إن قواته مستاءة من الخروق الإسرائيلية المتكررة للبنان. وقال كومفسوري إن «كل الخروق التي تحصل تُبَلَّغ بها القيادة الدولية والجيش اللبناني للوقوف عليها». وأشار إلى إعداد تقارير بهذه الخروق، «ونعلم بها قيادة اليونيفيل التي هي برئاسة الجنرال ألان بيلليغريني الذي يقرر ما نقوم به». وقال إن «القوة الإيطالية مستاءة من الخروق الإسرائيلية المتكررة»، مضيفاً: «نحن نراقب الوضع ومجريات الأمور عن كثب لأخذ العلم بما يحصل على الأرض من خروق، وإننا نعمل على إعلام قيادة اليونيفيل بها التي هي بدورها تبلغنا بما نقوم به للتصدي لهذه الخروق والتعامل معها».
(الأخبار، وطنية، أ ف ب، يو بي آي)