راجانا حميّة
زيارة تفقّدية جديدة إلى «المقبرة الجماعية» في مرفأ الأوزاعي. وكما في كلّ الزيارات السابقة، يُرفع شعار «إحصاء الأضرار ومساعدة الصيّادين المتضرّرين».
«صفة» الزيارة لم تعجب الصيّاد بلال بغدادي الذي حضر على «شرف حدا مهمّ» جاء بـهدف «توزيع مساعدات علينا»، تبيّن بعدها أنّها «مجرّد زيارة للاطّلاع على التصليحات». الصيّاد الذي فقد خلال الحرب مركبين بقيمة 45 ألف دولار، اضطر للمشاركة، أمس، «من شان البرستيج، طالما النتيجة معروفة: اطّلاع ثم إحصاء والباقي عالكريم».
أمس، تفقّد وفد من «برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي» (UNDP) المرفأ «للاطّلاع على ما نفّذته نقابة صيّادي الأسماك من تصليحات في الأوزاعي والمناطق المجاورة».
ورأت الممثّلة المقيمة للبرنامج ومنسّقة أنشطة الأمم المتّحدة في لبنان منى همّام، أنّ الهدف من الزيارة يتوخّى «النهوض بأحوال معيشة صيّادي الأسماك من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية». وقد رصد البرنامج من ميزانيته لهذه «العودة» مبلغ 100 ألف دولار أميركي، اقتصرت «إلى الآن على 78 ألف دولار لرفع الأنقاض وبقايا المراكب المدمّرة وإعادة تجهيز حوالى 320 مركباً متضرّراً للمباشرة بتحريك النشاط في المرفأ».
لكنّ المشروع الذي ما زال ينتظر مساعدات، يهدف، عند تنفيذه كاملاً، إلى النهوض بقدرات صيّادي الأسماك عن طريق تأمين الشّباك والمحرّكات، إصلاح القوارب المتضرّرة، إعادة بناء سوق السمك في منطقة الأوزاعي، إعادة بناء تعاونية الصيّادين والكافتيريا، تعزيز القدرة المؤسساتية للتعاونية في المنطقة وإصلاح الأضرار اللاحقة بالمرافئ.
وبوشر، إلى الآن، بناءً على العقد الموقّع بين برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي ونقابة صيّادي الأسماك، بأعمال التصليحات التي شملت إنشاء قاعة للصيّادين وإعادة بناء المنشرة، وشراء تجهيزاتها، وإعادة بناء ورشة الحدادة، وشراء العدّة الضرورية لها أيضاً، إضافة إلى بناء مستودع للميناء وغرفة مراقبة للجيش اللبناني، وتنظيف الردميات وجرف الباحة كاملاً وإزالة ما بقي من آثار العدوان. كما ستوزّع الشباك على الصيّادين في المرحلة المقبلة.
وتشمل أعمال التصليح أيضاً، إضافة إلى مرفأ الأوزاعي، «جميع المرافئ الممتدّة من ميناء العبدة في الشمال وصولاً الى الناقورة في الجنوب».
من جهة ثانية، أشارت همّام إلى أنّ «الـ(UNDP) تلقّت في هذا الصدد هبة كنديّة بقيمة 800 ألف دولار خصّصتها لإزالة التلوّث عن الصخور»، على أن تبدأ المرحلة الأولى من هذا المشروع بعد أسبوعين وتستمرّ «سنة على أبعد تقدير».