تقولون: «نحن واللبنانيون مسرورون، والحكومة باقية».ربما كنتم تتحدثون عن لبنانيي الانتشار، أو لبنانيي العالم الآخر.
نقول إن من مصلحة لبنان أن تلتقي قواه السياسية ضمن حكومة وحدة وطنية، وبتكاتفهم معاً يسهل الوصول إلى وطن حقيقي تحترم فيه المؤسسات ويسوده القانون، ويحاصر فيه الفساد.
تقولون: «من أراد فتح ملفات الفساد، فليفتح الملف الذي يريد، لا وقت للنظر إلى الوراء». كلام مسؤول يستحق التهنئة.
قلنا لكم، من كان صادقاً، فلا يخاف من ماضيه.
وتقولون: «إن اللبناني يريد أن يغادر أوهام الماضي وأشباحه». نعم فهو ما زال يقف على أبواب السفارات بحثاً عن مستقبل آخر، ووطن بديل.
نقول إن سياساتكم الاقتصادية «الذكية جداً»، التي اعتمدتها حكوماتكم المتتالية هي وحدها المسؤولة عن إرهاق البلد وإغراقه بمليارات ثقيلة.
تقولون: «إن هناك حاجة لمؤتمر لدعم لبنان، واستقر الرأي على أن يكون في باريس وسيسمى باريس 3»، لا تنسوا أن حرير المؤتمرات السابقة زاد من فاقة اللبنانيين. ولن تقوم لمؤتمركم العتيد قائمة ما لم تبادروا إلى التفاهم مع سائر اللبنانيين. إلا إذا كنتم تنوون مفاقمة الدين والوصول به إلى مستوى قياسي جديد.
تقولون: «إن هدف حكومة الوحدة الوطنية هو ضرب المحكمة الدولية، واســـــتعادة النـــفوذ السوري».
تقولون أيضاً وأيضاً: «نحن الأكثرية». ونقول لكم: أنتم أكثرية قانون غازي كنعان وعبد الحليم خدام. وأخيرا نقول لكم إن المصلحة، كما الحكمة، تقتضي منكم الإقلاع عن رهاناتكم، والمبادرة إلى الدعوة إلى حكومة الوحدة الوطنية، تسهيلاً لإيجاد قانون انتخابي يضمن صحة التمثيل، ولننتهِ من قلنا وقلتم. ترى هل تجرؤون؟
جو شبلي