من المؤسف أن مجريات الأمور في لبنان، قد بلغت درجة استحكام الخطاب الطائفي، واختراقه لكل بنى الاصطفاف السياسي، الأمر الذي يجعلنا أسرى القلق والخوف على المصير اللبناني برمته.كلٌّ يغني على ليلاه وكل طائفة تريد الاستئثار بقيادة السفينة اللبنانية المنهكة. وكل زعيم يطرب جموره «الغفور» المحتشد بالموشح الخاص به، زعماء، يستمدون زعامتهم من اختلاق هواجس مزعومة.
لعل الحل الوحيد الشافي للبنان من أمراضه المزمنة يكون بسلوك طريق الخيار العلماني، أما طريق الطوائف فقد أثبت أنه طريق يقود إلى التطاحن المجاني الذي يفضي حصراً إلى مزيد من الشرذمة والضياع.
لا خلاص للبنان إلا باعتماد المشروع العلماني القاضي بفصل الدين عن الدولة وإلغاء الطائفية السياسية، ولنتذكر حكمة عبقري لبناني قال ذات يوم: «طائفة + طائفة + طائفة تساوي ثلاثة طوائف ولا تساوي وطناً».
ريمون هنود ــ جونية