جورج شاهين
في خلوة هي الثانية خلال شهر، توافق الرئيسان إميل لحود وفؤاد السنيورة، على آلية التعيينات الإدارية وعلى آلية للعمل بمشروع كاميرات المراقبة بالصيغة التي “أغضبت” صاحب الاقتراح وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، فسجل اعتراضه علىتركيبها بواسطة الألياف البصرية عبر شبكة الهاتف الثابت بدلاً من الأقمار الصناعية، وفي نطاق بيروت الإدارية دون محيطها والضاحية الجنوبية، وحيث تتوافر مثل هذه الألياف في بعض سنترالات العاصمة.
وعلمت «الأخبار» ان الرئيسين اتفقا، في الخلوة التي سبقت الجلسة بعشرين دقيقة، على آلية واضحة للتعيينات الادارية وموظفي الفئة الأولى، ومن بينها تعيين أعضاء الهيئة الناظمة في وزارة الاتصالات التي رفع صيغة مبدئية بها الوزير المختص مروان حمادة الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لكنها وضعت على الرف، وكذلك المحافظون وعمداء الجامعة اللبنانية وتلك التي تقضي بوضع الجداول الخاصة بالتوزيع الطائفي والمذهبي للمواقع حيث يجب مراعاته، قبل بحث ملئها بالاسماء المقترحة بشكل يضمن إقرارها في افضل الظروف.
ولم تتطرق الخلوة الى موضوع التشكيلات القضائية التي باتت بحكم المجمدة، بعدما ثبت ان لحود لن يوقعها قبل ادخال التعديلات التي تعيد إليها «التوازن المطلوب»، وردت المصادر المطلعة لـ«الأخبار» هذا الموقف الى تجربة سابقة حيث جمّد لحود يوماً المرسوم الخاص بتعيين مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي حتى تم تغيير اسم قائد الدرك.
وكانت الجلسة قد عقدت قبل الظهر في المقر المؤقت للمجلس في مبنى المجلس الاقتصادي الاجتماعي وسط بيروت وغاب الوزراء الياس المر، يعقوب الصراف وشارل رزق بداعي السفر.
استهل لحود الجلسة بتقديم التهاني للبنانيين بقرب حلول عيد الفطر، وأكد السنيورة على المعايدة عينها، وأبلغ المجلس بتبرع سلطان عمان قابوس بن سعيد بمبلغ 50 مليون دولار مساهمة منه في مواجهة نتائج العدوان الاسرائيلي، اضافة الى تبرّعه ببناء المركز اللبناني ـــ العماني للفنون في قلب بيروت، وتوجه بالشكر الى كل الذين ساهموا في إعادة البناء كاشفاً عن جولة قريبة لتوجيه الشكر مباشرة الى من قدموا الدعم للبنان.
وبعدما دعا السنيورة الى إحياء المجلس الاقتصادي ـــ الاجتماعي، شرح مشروع تجهيز كاميرات المراقبة في بيروت الكبرى عبر شبكة الهاتف الثابت فوافق المجلس على المشروع ما عدا الوزير فتفت الذي سجل اعتراضه مؤكداً على اهمية شمولية المشروع على كامل الاراضي اللبنانية او حيث يتم تحديد المخاطر الامنية وبواسطة الأقمار الصناعية، مقللاً من اهمية الحديث عن مخاطر التنصت على هذه الأقمار ومتسائلاً عن الاستمرار في خوض المعارك الأمنية «بوسائل بائدة» وعن المانع من استخدام هذا النظام عندما اقترحه أول مرة قبل التفجيرات الأخيرة.
وأعلن وزير الإعلام غازي العريضي بعد الجلسة ان وزير التربية خالد قباني أبلغ الوزراء أن العام الدراسي انطلق في الموعد المحدد بنجاح وشكر للسعودية والإمارات وقطر تقديماتها التي ساهمت بذلك.
وأكد العريضي ان مجلس الوزراء لم يبحث التعيينات، رافضاً القول إن الدولة تسعى الى تدويل الأمن، وقال إن المطلوب تشديد المراقبة على اسرائيل ولجم ممارساتها التي تشكل خرقاً للقرار 1701. ورداً على سؤال عن موقف وليد جنبلاط من تنفيذ القوات الدولية لاتفاق الطائف قال: وليد بك لا يتحدث عن دور القوات الدولية في إلغاء الطائفية السياسية او نزع سلاح المقاومة.
وكان لحود قد أكد قبل الجلسة رفض مشروع إدارة المجال الجوي أما السنيورة فأكد ان التعيينات على نار هادئة رافضاً التشكيك في الحكومة. وكشف الوزير حمادة ان شركة «ام تي سي» تبرّعت بمبلغ مليونين و150 ألف دولار لترميم شبكات الهاتف في الجنوب.