كامل جابر
خمس محطات «محلية» تبتكر برامجها وتتنافس في ما بينها

ينقسم أبناء مخيم عين الحلوة والجوار بين خمس محطات تلفزة «محلية» تبتكر برامجها الموزعة بين نشرات سياسية أو اجتماعية، أو برامج دينية واجتماعية وصحية، فضلاً عن بث مباشر من فلسطين المحتلة، نقلاً عن محطات فلسطينية. ويقوم بعضها بإعادة توزيع للمحطات المحلية والعربية والعالمية، بواسطة «الكايبل» لتعمّ فوضى بين المشاهدين الذين يتوزّعون بين مشتركين «شرعيين» أو مشتركين بـ«التعليق».
وتختلف أسماء المحطات باختلاف مرجعياتها: محطة «النور» التابعة للحركة الإسلامية في المخيم بقيادة الشيخ جمال خطاب؛ و«الأقصى» لحركة حماس، و«كايبل 2000» وهي مستقلة، و«الحلوة سات» وهي كذلك مستقلة، و«الحنان» التي تبث الأغانيوقد نشأ بعض هذه المحطات منذ أكثر من عشر سنين، ليبثّ مختلف البرامج والأفلام «خارج القيود» والأغاني المتنوعة، الأمر الذي حرك «حميّة» القوى الإسلامية في المخيم لتنشئ محطة خاصة «جاءت ردَّ فعل على انتشار محطات الساتيلايت التي كانت تبث الكثير من المفاسد»، بحسب الشيخ جمال خطاب الذي أشار إلى أن محطة «النور» تبثّ «القصص الإسلامية وبرامج الأطفال بعدما كان البديل الإسلامي يقتصر على محطة «إقرأ». فقمنا منذ نحو سبع سنوات ببث أشرطة الفيديو الموجهة. أما الآن فقد أصبحت لنا برامج مباشرة نشتريها مجهّزة».
وتنقل المحطة في كثير من الأحيان مباشرة من فلسطين، وخصوصاً ما يتعلّق بالعدوان الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية. وتتلقى عن الاشتراك الواحد مبلغ خمسة آلاف ليرة لبنانية «لنؤمّن العتاد والمصاريف».
أمّا «كايبل 2000» فتقدم نشرة محلية مختلفة لا تخلو من النشاطات السياسية والصحية والندوات الثقافية والبرامج التوثيقية «بإمكانات متواضعة جداً، على الرغم من أنها أقوى محطة في المخيم، إذ لا لون سياسياً لها. نهتم بالأنشطة المختلفة بينما يهتم أصحاب الألوان الأيديولوجية بما يخصهم، لكننا نغطي لهم ولغيرهم بواسطة الكايبل، ولا ندخل في البرامج الدينية الخاصة». والكلام لـ«أبو بيرم»، مدير المحطة.
بدأت هذه المحطة منذ عشر سنين وفيها نحو 800 مشترك «شرعي». ويصل هذا الرقم إلى حدود ثلاثة آلاف بعد التعليق على الخطوط الممدودة في مختلف أنحاء المخيم، لا خارجه. وتوزع نحو 90 محطة تلفزيونية مختلفة.
وتبث محطة «الحنان» الأغاني المتنوعة و«الفيديو كليب» على اختلافه، قديمه وجديده. لكن يبقى المشاهد في عين الحلوة، هو من يعيش هذا التناقض بين المحطات التي تتنافس على الاستقطاب، تعميماً للحركة الدينية الإسلامية بدرجة أولى. وقد بدأت تلقى الرواج «المطلوب» في ظل تعاظم الحركات الحزبية الدينية، وخصوصاً السلفية السنية، فيما تشجع الحركات الفلسطينية على سياسة «الانفتاح» وخصوصاً في أعقاب السخونة «الطارئة» على الشارع الفلسطيني، بعد تسلم حركة «حماس» السلطة في فلسطين. هكذا ينعكس ما يدور في الشارع، تسمراً أمام الشاشات التي تبث بحسب «الأهواء».