بيسان طي
بعد قرار جلسة مجلس الوزراء بتركيب كاميرات المراقبة بواسطة الألياف البصرية عبر شبكة الهاتف الثابت بدلاً من الأقمار الاصطناعية، أكد الوزير المعني أحمد فتفت على اعتراضه على عدم ربطه بالأقمار الاصطناعية.
ويلفت مهندسون متخصصون إلى أن الصيغة التي يفضلها الوزير فتفت تجعل عملية التجسس على ما يجري في لبنان أسهل. وبكلام أكثر وضوحاً فإن الكاميرا عندما تلتقط الصورة تحوّلها إلى معلومات رقمية وتبثها بالهواء عبر موجات كهرومغناطيسية (كما هو الحال مع التلفزيون مثلاً). وقد تُبث الصورة بطريقة أخرى، أي عبر شبكة خطوط ثابتة، ومن خلال الألياف البصرية، وهذه عبارة عن أنابيب تنقل المعلومات على شكل ضوء، وتمتد عبر خطوط الهاتف الثابت، أي في شبكات تحت الأرض. عملية التجسس على ما يُلتقط عبر الأقمار الاصطناعية أسهل لأن المعلومات الملتقطة ستكون “متوافرة في الهواء”، ويمكن لأية جهة تملك معدات القرصنة على الأقمار أن تلتقط هذه الصور، وإسرائيل من أبرز “الجهات” التي تملك الإمكانات الضرورية لعملية التجسس هذه.
أما التعرف إلى المعلومات المنقولة من خلال الألياف البصرية عبر شبكة الهاتف الثابت فإنه يتطلب حفر الأرض للوصول إلى الشبكة والإمساك بخطوطها، ومن ثم العمل على حل المعلومات التي تنقلها كأضواء. وفي هذه الحالة فإن المعلومات ليست مشرّعة في الفضاء لمن يملك المعدات لحلها، بل يتطلب النفاذ إليها تواطؤ مسؤولين وعمال ومتخصصين للقيام بأعمال الحفر وفك شيفرة المعلومات.
وأياً كانت الطريقة المعتمدة، فإنها لا تلغي السؤال عن كيفية حماية خصوصيات أفراد الشعب اللبناني. مع كاميرات المراقبة، يصير التجسس على كل خطوة يقوم بها أي شخص على أرض هذا الوطن أمراً مشروعاً وسهلاً.