strong>أمال ناصر
استعاض “حزب الله” عن العرض العسكري الذي يقيمه في كل عام إحياءً ليوم القدس العالمي باحتفال أقامه في قصر الاونيسكو ظهر أمس بعنوان “وعد الآخرة”، حضره عدد من الشخصيات والفعاليات ورجال الدين في مقدمهم وزير الخارجية فوزي صلوخ والنائبان ابراهيم كنعان ومروان فارس والنائبان السابقان ناصر قنديل وزاهر الخطيب والامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة وحشد من المواطنين.
وألقى الرئيس سليم الحص كلمة أكد فيها أن “فلسطين هي قضية العرب والقدس رمزها، وأن الامة العربية لم ولن تتنازل عنها”، مشيراً الى أن القضية الفلسطينية هي لب الازمات الجاثمة فوق المنطقة من الحرب الاهلية عام 1958 التي “كانت حرباً اقليمية بالوكالة” الى حرب عام 1975.
ورأى أن مسألة الصلح مع اسرائيل حسمت بـ“مقولة أن لبنان يجب ان يكون آخر وليس اول من يوقع مع اسرائيل من العرب. وقد تبنى هذه المقولة البطريرك صفير فحسم الموقف”.
واعتبر أن “التوقيع على التسويات قادم لا محالة (...) وأن لبنان سيوقع ربما بعد ساعة من توقيع الجانب السوري”.
وألقى ممثل حركة “حماس” في لبنان أسامة حمدان كلمة شدد فيها على ان “الهدف من المقاومة هو تحرير القدس ولن نتخلى عنه مهما كانت المغريات ولن نعترف بشرعية المحتل”.
وقال “إن المقاومة التي هزمت العدو في لبنان أهل للرهان، ولو فوّض القادة العرب إلى هذه المقاومة تحرير فلسطين فلن يحتاجوا الى كل هذا الوقت الذي أخذوه للمفاوضة السياسية”.
ووجه رسالة الى الشعب الفلسطيني قائلاً “نحن في حركة حماس وفي كل فصائل وقوى المقاومة لن نتراجع عن مبادئنا وثوابتنا.
ثم ألقى رئيس “جبهة العمل الاسلامي” الداعية فتحي يكن كلمة قال فيها “ان المقاومة رفعت كرامة لبنان والعالم العربي والعالم كله”. اضاف “لقد شعر كل الشرفاء بالكرامة، أما العبيد في لبنان وغير لبنان فلم يشعروا بها لأنها بعيدة عنهم”.
وأبدى استغرابه لإصرار فريق من اللبنانيين على “ان ما تحقق ليس نصراً بل هزيمة”.
وأكد ان “الصراع في لبنان بين تعريبه وتغريبه وبين وطنية لبنان وشاميته من جهة وبين صهينته وأمركته من جهة ثانية» .
وختم محذراً اللبنانيين “من اصابع الفتنة التي تتحرك في الظلام لتستورد الى الساحة اللبنانية ما يجري في العراق”، مطالباً “قوى 14 شباط بأن تسارع الى القبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية لتصبح حكومة انتصار وطني”.
وأخيراً ألقى نائب الامين العام لـ“حزب الله” الشيخ نعيم قاسم كلمة أشار فيها إلى “البعد الوحدوي والجهادي للمناسبة”.
ورد على من يتهم الحزب بأنه محور سوري ـــ إيراني بالقول “هم قالوا إنهم يريدون محوراً اميركياً ـــ اسرائيليا ومحور إيرانياً ـــ سورياً ـــ لبنانياً ـــ فلسطينياً مقاوماً ولنا الفخر بأن نكون في الثاني لا الاول. نحن مع محور البطولة والمقاومة والدفاع عن الحق ومواجهة الاستكبار والهيمنة”.
وأكد التمسك بـ “حكومة الوحدة لأنها تمثل حلاً للبنان، وهي خيار جدي لا يجدي التهرب منها ولا المراهنة على الوقت لتضييعه لأن البلد في حالة انعدام وزن ويجب ان تجتمع ركائزه لإنقاذه سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
مضيفاً ان “حكومة الوحدة الوطنية يجب ان تعكس التمثيل الواقعي للشعب اللبناني لا التمثيل الوهمي وهذا مفقود حالياً في صياغة القرار السياسي”.
ورد على تصريحات النائب وليد جنبلاط من دون ان يسميه التي اعتبر فيها ان تطبيق اتفاق الطائف جزء من مهمة قوات اليونيفيل بالقول “الطائف مسؤولية لبنانية وقد تحول دستوراً والبند الأول فيه حكومة اتحاد وطني. واللبنانيون وحدهم المسؤولون عن تنفيذ هذا القانون, لا علاقة لقوات اليونيفيل بتنفيذ الدستور اللبناني، وليس لقوات اليونيفيل اي مهمة داخلية لتغليب فريق على آخر”.
ودعا “ذاك الذي يشعر بعجز من ان يحفظ موقعه في المعادلة اللبنانية ويحاول بين حين وآخر ان يطير شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ليبحث عن الآخرين حتى يعطوه دعائم تساعده ليكون في موقع مناسب، نقول له: الاعتراف بحجمك الضعيف وموقعك العاجز هو فضيلة حرام عليك ان تجر لبنان الى الهاوية بحثاً عن موقع تريده، فلبنان ليس لأبناء خاصين او فئة محددة، وبالتالي فليقلع عن هذه النغمة بإدخال الواقع الدولي في كل امر لتغليب فريق على آخر. بعد الذي رأيناه في الشارع اللبناني وأثناء العدوان الاسرائيلي من الالتحام الكبير للشعب اللبناني حول مقاومته، اصبحت اليوم اكثر اطمئناناً إلى أن هذا الشعب لا يهزم من قبل دعاة الوصاية الذين يريدون ربطه بالاجنبي”.
وأكد “اننا نرفض التفسير الجديد للسيادة الذي يستدرج عروضاً دولية لتعزيز المواقع. نرفض تدويل الامن والادارة والاقتصاد والقرارات التي تنزل على لبنان وتحويل لبنان الى محمية منتدبة، نريد لبنان المستقل من دون وصاية اجنبية ولا نقبل ان يكون بوابة عبور لأحد. نريده مستقلاً. وأخيراً، ادعو السياديين الدوليين الطارئين على السيادة إلى ان يكونوا سياديين لبنانيين».