فاتن الحاج
تنتهي اليوم الدورة التدريبية حول «الدعم الاجتماعي النفسي في الصف» التي تموّلها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وتنظمها وزارة التربية والتعليم العالي عبر مديرية الإرشاد والتوجيه والمركز التربوي للبحوث والإنماء، في فندق كراون بلازا. ويتولى أساتذة من الجامعة اليسوعية إعداد المدرّبين الذين سيدرّبون بدورهم المعلمين في الروضة والمرحلة الأولى من التعليم الأساسي في المدارس الرسمية في كل لبنان.
شارك في الدورة، بحسب منسّقة التوجيه التربوي والمهني في مديرية الإرشاد والتوجيه جوليانا طرابلسي، «105 أساتذة متخصصين بعلم النفس والاجتماع والتربية والفلسفة سيكونون، كل في منطقته، نواة لتدريب معلمي المواد المختلفة على كشف الحالات وتحويل المستعصية منها إلى الإختصاصيينواستمرت الدورة أربعة أيام، خضع خلالها المتدربون إلى محاضرات نظرية حول الوسائل التي ينبغي استخدامها للتعامل مع الأزمات وعوارض الحالات الصدمية عند الأطفال والمراهقين من جهة، وتمارين استرخاء من جهة ثانية.
وخضع الأساتذة لتدريبات جسمانية عملية تتيح لهم نقل العلاقة مع الطفل من التعليم إلى التورط بالبيئة التعليمية، على حد تعبير المتدربة سلوى سعد (مركز التدريب المستمر في بئر حسن). ويرى المُعدّون من الجامعة اليسوعية أنّ النشاط الحركي يساعد الأساتذة على استخدام التعبير الجسدي لمعالجة الصعوبات التعلمية لدى الأطفال بعد الحرب والحركة الفوضوية في سلوكهم وتفكيرهم. ويسارعون إلى التأكيد أنّ التمارين لن تستغرق من وقت المعلم، وباستطاعته أن ينفذها في الدقائق الخمس الأولى من الحصة.
وتشرح عبير أبو زكي (برنامج التربية والتعليم في اليونيسيف) أنّ المنظمة ستعمد، بناءً على اقتراح المشاركين في الدورة، إلى اعتماد متخصصين يتقنون التعامل مع المراهقين الذين يتمتعون بخصوصية معينة. وكانت «اليونيسيف» قد خرجت بخلاصة أنّ اللعب هو الطريقة المثلى لإخراج التوتر والقلق من نفوس الأطفال المتضررين. وحول رصد الحالات في المناطق التي تعرضت للعدوان، تلفت أبو زكي إلى أنّ هناك إحصائية شبه عالمية تشير إلى أنّ 3% من الأطفال يعانون الضغط النفسي بعد أي حرب.
وقد عايشت المربية رئيفة حمادة ( دبلوم دراسات عليا في الفلسفة) نوعيْن من الحالات الناتجة عن الحرب «لدى أولادنا وجيراننا في الهرمل»، فمنهم من انتابه الخوف والقلق من الصور الوحشية للعدوان، ما جعله منطوياً على ذاته، ومنهم من تحلّى بروح التحدي لمقاومة العدو.
من جهته، يشير منسّق التوجيه المهني في مديرية الإرشاد والتوجيه جوزيف عمون إلى أننا لمسنا حاجة للمقاربة «البسيكولوجية» لما بعد الصدمة في المدارس الرسمية. ويرى عمون أنّ تخصيص يوم كامل للتدريب (6 ساعات) على وسائل التدريب كاف لكل مدرسة من مدارس لبنان، شرط المرافقة عبر زيارات ميدانية متكررة.