برلين ــ غسان أبو حمد
كشفت مجلة «درشبيجل» في عددها الأسبوعي الجديد المزيد من التفاصيل المتعلقة بدور الاستخبارات الألمانية في «عملية تفاوض سري» تجري بين «حزب الله» وإسرائيل للإفراج عن الرهائن والأسرى لدى الطرفين. وأشارت المجلة إلى أن الاستخبارات الألمانية تؤدي هذا الدور بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، الذي يعتقد أن هذا الطرف الاستخباراتي الألماني يتمتع بثقة جيدة لدى الطرفين وسبق أن نجح في تنفيذ عمليات تبادل للأسرى في الماضي.
وتشير مجلة «درشبيجل» في عددها الصادر اليوم الاثنين إلى أن «الأسرار بين الدبلوماسيين الذين يتناولون طعام الغداء معاً في الأمم المتحدة باتت شبه معدومة» وعليه فقد تسرب خبر وساطة الاستخبارات الألمانية بين الطرفين إلى العلن.
وفي متابعة لوسائل الإعلام الإسرائيلية يتبيّن حجم الضغط الكبير الذي تتعرض له الحكومة الإسرائيلية من عائلات الأسيرين الجنديين الإسرائيليين إيهود غولدفاسر وألداد رجيف، بالإضافة إلى ضغوط كثيفة من عائلة أحد الطيارين الإسرائيليين الذي فُقد منذ فترة طويلة في لبنان رون آراد.
من هو «العميل» الألماني الذي يؤدي دور الوساطة؟
تنفي الخارجية الألمانية رسمياً، بلسان الوزير شتاينماير، أي دور لألمانيا في عملية التوسط بين إسرائيل و«حزب الله»، إلا أن المصادر الإعلامية تصرّ على وجود وسيط ــ عميل، لا بل تصل إلى حدّ تسميته «مستر حزب الله»، وتقول إنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة، وسبق له المشاركة الناجحة في «بازار» عمليات تبادل الأسرى (الوصف لمجلة «درشبيجل»).
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن الاستخبارات الألمانية سبق لها أن نجحت في عمليتي توسّط لتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حزب الله»، كما سبق للناطق باسم الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور أن صرّح ردّاً على موضوع الأسرى الإسرائيليين لدى الحزب بالقول: «آن الأوان لعودة الموظفين الألمان إلى نشاطهم».
وتشير معلومات «درشبيجل» إلى أن «الوسيط ــ العميل» الألماني التقى في أواسط شهر أيلول الماضي انان وتلقّى منه «أمر التحرّك» في عملية التفاوض للإفراج عن الرهائن بين الطرفين في الشرق الاوسط. وتضيف الأوساط الإعلامية الألمانية أن «مستر حزب الله» يعرف منطقة الشرق الأوسط جيداً كما يعرف شخصياً العديد من القادة السياسيين في لبنان وإسرائيل، وسبق له أن التقى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أكثر من مرة.. وهو يتمتع بـ«سمعة حسنة» في بيروت وتل أبيب، كما سبق له أن خدم في سفارتي ألمانيا في كل من لبنان وسوريا ويعرف العديد من القادة السوريين!. وفي مجال الكشف أكثر عن هوية «العميل الألماني»، تشير مجلة «درشبيجل» إلى أنه كان في عضوية الوفد الالماني المؤلف من خمسة أشخاص لتوسط سوريا بالإفراج عن المواطن الألماني محمد حيدر زمار، السجين لديها.. فمن هو؟.
واقع الأمر، وبغضّ النظر عن معرفة الهوية الكاملة لـ«مستر حزب الله»، فإنه لبّى أمر المهمة الذي وجهه اليه انان وقام منذ أسابيع وحتى الآن، بزيارات مكوكية متعددة بين تل أبيب وبيروت، ويبدو أن «العقدة» ما زالت في تل أبيب حيث تبدو صفقة «الإفراج عن مئات الأسرى اللبنانيين، وبينهم سمير القنطار (أسير منذ 27 عاماً) لقاء الإفراج عن جنديين إسرائيليين أسيرين».. غير عادلة تماماًَ حتى الآن، هذا على الرغم من الضغوط التي تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية من عائلتي الجنديين الأسيرين.
حتى الآن، ما زالت «الوساطة الاستخباراتية الألمانية» جارية، ونجاحها مرهون بانصياع الحكومة الألمانية لمطالب «حزب الله»، كيلا يصبح مصير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين مثل مصير الطيار الإسرائيلي رون آراد، المفقود في دهاليز القوى المتعددة والذي تشير آخر المعلومات في الصحافة الإسرائيلية إلى وجوده حياً.. في طهران!..