نادر صبّاغ
«لبنان أنا هنا لأساعدك، لأدافع عنك وأقاتل كل من يريد تدميرك بأي طريقة. لبنان، إنّ أطفالك سيحصلون على كلّ ما يريدون. وسأعمل وأتأكّد أنّه لن يوقفني أحد... أريد أن أُشرك الفقراء والأطفال في أموالي. سامحني يا لبنان لأني لم أكن حاضراً (خلال الحرب الاخيرة)، لكن لا تنسَ أنّهم (من هم؟) لم يهتمّوا بي وطردوني إلى الخارج. وإذا القدّيسان شربل والحرديني من فوق يريان ما أنا مقبل عليه لأجل وطني، فسوف يستقبلانني ويحميانني... أنتظر قبول عرضي من وزير الدفاع ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة العزيز على قلبي فؤاد السنيورة، وعندها آتي إلى لبنانهذه مقتطفات من الرسالة التي وجّهها «الملياردير» اللبناني «اللورد» إيلي نجم إلى اللبنانيين عبر نقابة الصحافة منتصف تشرين الأول الجاري، بحضور النقيب محمد البعلبكي الذي قال عنه إنّه مثال «المواطن اللبناني الذي حرّكته مشاعره الوطنية على أثر ما حلّ بلبنان من كارثة فقرر مساعدته»، بعدما «تمكّن من بناء نفسه بنفسه بما يشبه أمبراطورية من الأعمال في العالمين العربي والغربي».
كثر الحديث عن «صاحب الملايين» بعد تصريحاته الاخيرة بأنه سيتبرع بـ15 مليار دولار هبةً للبنان بعد الحرب. فمن هو هذا «النجم» الذي لم تسمع به بلدته شبطين من قبل، ولا حتّى مجلّة «فوربس» العالميّة المتخصّصة في أخبار الأثرياء؟
يتفاخر نجم وهو يستند إلى عكّازيه، محاطاً بمرافقين مدجّجين بالسلاح، بأنه يحمل شهادة في الحقوق، ودكتوراه في علم الجريمة، وأن ثروته التي تزيد على 40 مليار دولار أميركي تتوزع على المصارف والعقارات والانشاءات والنفط والاتصالات وتقنية المعلومات وزيوت البلح في كل من سويسرا ونيوزيلندا وكندا ودبي وقطر وماليزيا.
ويصرّ المقرّبون منه على أنّه «يولي لبنان مسقط رأسه أهمية خاصة. إذ ينوي تقديم 16 طائرة حربية للدفاع عن لبنان، وتوفير 116 مليون برميل من النفط عالي الجودة لتوزيعها عبر لبنان الى دول العالم. وهو شريك مؤسّس في شركة أرامكو السعودية للنفط. يزمع بناء مجمع سياحي في جونيه. يريد أن يجعل من لبنان مركزاً لتصدير زيت وسمن البلح الذي تنتجه ماليزيا. سيصل إلى لبنان ترافقه طائرتان أو أربع مرفوعة عليها أرزة لبنان. وهو لا يسعى إلى أن يكون زعيماً سياسياً».
لكنّ الوقائع تشير إلى أنّ نجم، بعد ثلاثة أشهر فقط على دخوله ماليزيا في شكل غير شرعي، أثار فضول الإعلام الماليزي حين أعلن في أيلول الماضي عن تبرّعه بـ275 مليون دولار لمصلحة مجلس الأبحاث السرطانية الوطني في ماليزيا. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده بالمناسبة، خاطب الحضور قائلاً: «أتحدر من عائلة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، عائلة لوردات وأمراء... أنا أكثر من مجرد مليونير».
فور انتهاء المؤتمر الصحافي انهالت الشكاوى والاتصالات على الشرطة الماليزية لتقول بأن الرجل يدين بالمال لعدد من الصحف المحلية. وأعلن حزب «الاتحاد الماليزي الصيني» أنه تلقى خمس شكاوى من بائعي مفروشات لم يدفع نجم مستحقاتهم. ونشرت صحيفة «ستار» شكوى من بائع زهور قال إن نجم ابتاع منه وروداً لحفل زفافه ولم يدفع ثمنها الذي لا يتجاوز ألف دولار أميركي.
وذكرت صحيفة «نيو سترايس تايمز» الماليزية أن «الانتربول أكد إدانة نجم بتزوير شيكات في لبنان السنة الماضية، وحكم عليه بالسجن لمدة سنة». وأكد أقاربه لـ«الاخبار» أنه قضى بالفعل فترة سنة في سجن رومية بتهمة الاحتيال، وأن سوء حالته المادية دفعت رفاق زنزانته إلى أن يشتروا له ثيابا داخلية لم يكن يملك ثمنها.
أثار زواجه من فاريني فريد (19 سنة) جدلا حين نشرت صحيفة «أوتوسان ماليزيا» أن نجم رفض الاعتراف بأنه اعتنق الاسلام وأنه لا يزال مسيحياً، لذا تنظر السلطات الدينية حاليا في شرعية الزواج.
لكنّ حياته المريبة لا تنحصر في ماليزيا التي سجن فيها ثلاث مرات بتهم الاحتيال والدخول غير الشرعي فحسب، فهو مطلوب أيضاً للشرطة القبرصية في عدد من قضايا التزوير والسرقة. وقد سجن في كندا عام 1993 بعد عدد من عمليات الاحتيال والنصب عبر شركة للاتصالات الهاتفية الجنسية، وبسبب تهديده العاملات في هذه الشركة بالقتل.