شتورا ـ نيبال الحايك
اختلف مشهد الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر في البقاع عن السابق. فالمنطقة لم تخرج بعد من آثار العدوان الاسرائيلي الذي قتل ودمر البشر والحجر. والحزن هو المسيطر على قرى وبلدات ومدن البقاع المتخم بـ«الأسود». وخلت أمس أسواق البقاع الأوسط من الناس.
والأطفال لم يجدوا بدّاً من «مسايرة» الأهل في الحزن والوجع، فلا ثياب جديدة وأنيقة، ولا ألعاب لهو تفرحهم في العيد الأول بعد صيف حار سجنوا خلاله في المنازل اتقاءً من صواريخ الطائرات
الإسرائيلية.
لم يحرك «العيد» جمود الأسواق التجارية. وحدها ساحة شتورا شهدت «عجقة» كبيرة أمام محلات الصيرفة. فالعمال السوريون يغادرون لبنان بالآلاف نحو عائلاتهم للاحتفال بعيد الفطر، حيث تمتد طوابير العمال لاستبدال العملة اللبنانية بالسورية، وحمل ما قلّ سعره من أمتعة وهدايا لأطفالهم.
أما في الأسواق الأخرى في زحلة وسعدنايل وبر الياس وقب الياس، فإن الحركة التجارية عشية العيد، أمس، لم تتحرك كما كان يأمل التجار. ويقول السيد احمد الميس في بر الياس إنه لم يلحظ عمليات شراء وبيع قبل العيد و«بالطبع بعده ستبقى السوق جامدة».
كان تجار البقاع الأوسط يأملون أن يتحرك «وضع السوق» للتعويض عما خسروه خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، كما قال السيد أبو علي الجالس على كرسي أمام محله في قب الياس يتمتع بشمس تشرين الدافئة بعد «موجات» من المطر والبرد الخفيف اللذين سيطرا على المنطقة خلال الأيام الماضية. ويوضح أبو علي أن العيد «ليس كالأعياد السابقة، وحركة المبيع متدنية، وهي صفر». لكنه يراهن على «تحسّن الوضع في أعياد الميلاد ورأس السنة والأضحى المقبلة».