نادر فوز
يؤلّف التدريب (STAGE) مادةً أساسيةً في مناهج معظم الكليات. ويخضع الطالب بعد إنجازه إلى جلسة تقويم أو يُطلب منه إعداد تقرير يقدّمه للجنة من الأساتذة يقتصر عملها على قراءة التقرير. لكن، رغم ذلك، تتقاضى الجامعات ثمناً لأرصدة التدريب موازياً لثمن أرصدة المواد الأخرى

بدأت صرخة طلاب اليسوعيّة تعلو العام الماضي في كلية إدارة الأعمال في «هوفلين». ففي هذه الكلية، على الطالب أنّ ينجز 12 وحدة دراسية لإتمام تدريبه، أي أن يدفع أكثر من ألف ومئة دولار (اثنين وتسعين دولاراً للوحدة) يعدّ بعدها الطالب تقريره ويناقشه أمام الدكاترة. ورغم أنّ الإدارة لا تؤمّن مكاناً للتدريب، فإّنها تقبض الماللم تسمح حرب تموز الأخيرة لمعظم الطلاب بإجراء الـStage. فباعت إدارة الكلية طلابها كتاباً بسعر الوحدات (أي ألف ومئة دولار) لتجري امتحاناً عبره، بدلاً من تقويم فترة التدريب الذي لم يحصل.
في كلية التمريض، ليس الوضع أفضل إلا بقليل، إذ تؤمّن الإدراة مركز التدريب، لكن الطلاب يشكون من ثمن الوحدات. فعلى كل منهم إنجاز بين ثلاث وسبع وحدات.
غير أن الأزمة الأكبر تبدو في معهد إدارة المؤسسات في «اليسوعية» (المنصورية). فالكلية تلزم طلابها إجراء تدريبهم في الفنادق لا في المطاعم. وعلى طالب السنة الأولى الحصول على ثماني وحدات، وفي السنة الثانية على 12 وحدة، كلّ منها بخمسة وتسعين دولاراً. لا تؤمّن إدارة الكليّة عادة مكان التدريب، بل تفرض على الطالب التدرّب في كل أقسام الفنادق (مطبخ، استقبالات، خدمة الغرف...).
خرقت إدارة الكلية هذا الأمر مع بداية العام: فمن المفترض أن تفتتح الجامعة هذا الأسبوع مطعم L’Atelier قرب كلية الطب ــ طريق الشام. وسيكون هذا المطعم مكاناً إلزامياً لتدريب طلاب كلية إدارة المؤسسات. شروط «التدريب» واضحة: على الطالب أن يعمل ستّة أيام في الأسبوع، تسع ساعات في اليوم، من دون مقابل. وقسّمت إدارة الكلية الفصل إلى قسمين، شهران للدراسة في الكلية وشهران آخران للتدرّب في المطعم، كما قسّمت عمل الطلاب في L’Atelier حسب سنوات الدراسة، فيعمل طلاب السنة الأولى في الجلي، طلاب السنة الثانية في المطبخ وخدمة الزبائن، وطلاب السنة الثالثة في الإشراف على المطعم. وفي ما يخص الموضوع المالي، يجمع طلاب السنة الثانية، أي خادمو الزبائن، الـTips أو البقشيش ليتقاسمه طلاب الثالثة، أي المشرفون على المطعم.
احتجّ الطلاب على هذا القرار. قابلوا مدير الكلية الأستاذ فيليب فتّال. كانت حججهم كثيرة: فمنهم من يعمل الآن في أماكن أخرى ليدفع أقساطه الجامعية، ومنهم من يحصل خلال عمله على خبرة واسعة، والتدرّب في مطعم الجامعة سيعوق عدداً كبيراً منهم عن متابعة عملهم... جاء ردّ فتال واضحاً ومباشراً «ما حدا جبركم تفوتوا عالـUSJ، روحوا عاللبنانية»، لافتاً إلى عدم التمكن من معالجة هذه المسألة حسب وضع كل طالب، وإلى ضرورة أن يترك كل طالب مكان عمله.
أمام هذا الواقع، فضّل عدد من طلاب «إدارة المؤسسات» ترك الجامعة اليسوعية إلى جامعة أخرى، ومنهم من غيّر اختصاصه، ومنهم من قرّر متابعة دراسته رغم كل هذه القرارات المذلّة التي تجعل من الطالب أجيراً في كليته.