strong>البحث في حكومة اتحاد وقانون انتخاب خلال 15 يوماً واستبعاد موضوعي السلاح والرئاسة
أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري العيدية التي تحدث عنها خلال شهر رمضان الفائت، وتمثلت بدعوة جميع أطراف الحوار الى التشاور لمدة 15 يوماً، في موضوعي حكومة الوحدة الوطنية و قانون الانتخاب، موضحاً ان ملفي رئاسة الجمهورية وسلاح «حزب الله» وما قام به الحزب في الحرب ليست مدرجة ضمن التشاور.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بري في عين التينة أمس بحضور النواب: سمير عازار، ميشال موسى، علي حسن خليل وعلي بزي ونقيب الصحافة محمد البعلبكي وعدد من قيادات حركة «أمل»، وتحدث في مستهله عن العدوان الاسرائيلي، مشيراً الى ان «المزامير لإعادة الفتنة عادت تنفخ أبواقها وتبث فحيحها في حدائق لبنان». لذا «ودرءاً لما يخطط وفي محاولة تفرض نفسها على جميع القيادات اللبنانية من دون استثناء، موالاة ومعارضة»، تقدم بري بالآتي:
ــ «أولا: الاعتذار الشديد عن عدم تمكّني من إجراء مشاورات مسبقة وتفصيلية لهذا الطرح، ولكنني آمل قبول اعتذاري هذا وبالتالي تلبية المضمون، أي هذا التوجه للقيادات اللبنانية.
ــ ثانيا: أدعو جميع أطراف الحوار الوطني الذي انطلق في الثاني من آذار الماضي، وعلى المستوى نفسه من التمثيل، إلى العودة الى الطاولة المستديرة في المجلس النيابي للتشاور هذه المرة حول هذه الطاولة بدل النزول الى الشارع او الشوارع المتباينة، ولا اريد القول الشوارع المتقابلة، طبعا، مع الاخذ في الاعتبار حق الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في ان يتمثل بمن يرتئيه لمقتضيات أمنية يعلمها جميعنا.
ــ ثالثا: ان مدة التشاور هذه هي خمسة عشر يوما حداً أقصى، تبدأ بجلسة اولى في تمام الحادية عشرة يوم الاثنين المقبل الواقع في الثلاثين من تشرين الاول الجاري.
ــ رابعا: ان اي أمر يجري الاتفاق عليه يصار إلى وضعه موضع التنفيذ حتى لو تأخر بت أمر آخر او تعذر، وبعد، فموضوعا التشاور هما اولا: بحث موضوع حكومة الوحدة الوطنية وهو عنوان الشقاق اليوم، ثانيا: بحث موضوع قانون جديد للانتخابات. وهذا لا يعني القفز فوق ما قامت به اللجنة التي رأسها معالي الوزير الاستاذ فؤاد بطرس، بل المطلوب من القيادات أمران: تحديداً ماهية الدائرة الانتخابية وماهية النظام الانتخابي، أكثري أم نسبي أم الاثنين معاً».
وأعلن بري انه سيبادر «فوراً الى دعوة اللجان المشتركة في المجلس النيابي، بحضور نواب يمثلون كل أطراف التشاور، لبحث الشأنين المالي والاقتصادي بما يريح اللبنانيين ويوفر الاسراع في بناء ما هدمته الآلة الهمجية الاسرائيلية».
وأقر بتخوفه من تردي الشارع أكثر، معرباً عن اعتقاده «بأن هذا التوتر وهذا التصعيد الذي حصل سيؤدي الى مواجهات ونحن نعلم مع الاسف الشديد الانقسام الافقي والعمودي القائم ولا اريد ان اقول الطائفي والمذهبي في البلد، لذلك نحاول ان نجعل هذا الموضوع محصورا في ما بيننا وبحوار».
وقال رداً على سؤال: «مبدأ حكومة الوحدة الوطنية لا أحد يستطيع ان يكون ضده. أصلا كما قلت للشيخ سعد الحريري في لقائي معه خلال شهر رمضان: الوحدة الوطنية تفترض توافق جميع الاطراف، ليس من المعقول ان يكون الواحد ضد شيء من المفروض ان يوافق عليه أو يتوافق عليه، ولكن بدلا من ان نطرح هذا الموضوع في الشارع بين حكومة وحدة وطنية وتعديل حكومي وغير تعديل حكومي، فلنجلس الى الطاولة ونتفاوض في هذا الموضوع، ونر كيف يمكن ان نصل الى نتيجة ايجابية ترضينا جميعا ما دامت المسألة بتوافقنا جميعاً. هذا الموضوع ليست له علاقة بموضوع رئاسة الجمهورية، الذي يتعلق بالحوار الوطني وهو موجود». وأعلن انه سيكون طرفاً في التشاور.
وبعدما أكد ان «في امكان كل قيادي ان يخرب في لبنان، ولكن ليس في امكانه ان يعمره وحده»، لفت الى انه «اذا كان هناك ناس يعتبرون ان لبنان مسرح لحروب استتباع اقليمية يمكن ان يكون لبنان مساحة لكل القوى الشريفة في المنطقة»، منبهاً الى ان «هناك انهيارات كبيرة في المنطقة من أفغانستان الى العراق، وما بينهما»، وقال: «كنا ننتظر ان تحصل الهزة في اسرائيل فلماذا يريدون نقل الهزة الى بيروت؟». وأكد ان كل البنود التي اتُفق عليها في جلسات الحوار «ملتزمون تنفيذها كقيادات، ومن هذه البنود العلاقات المميزة والديبلوماسية مع سوريا والعلاقات الديبلوماسية مع سوريا الى آخر ما ورد بالنسبة الى موضوع الحوار».
وعن سلاح «حزب الله» قال إنه «كان مطروحا في الحوار وما قام به الحزب في الحرب شيء مشرّف وليس موضوعا للتشاور».
وأشار الى ان موضوع رئاسة الجمهورية «مطروح على الحوار، الا اذا أراد الاخوة ان يعودوا إليه خلال التشاور»، ورأى انه اذا كان المقصود بالقنبلة الصوتية التي ألقيت فجر أمس قرب مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، «ان يرتفع الصوت أكثر من هنا، من عين التينة، فها أنا أرفعه».
ورداً على سؤال اعتبر بري انه «اذا كان العرب بخير فلبنان يكون ايضا بصحة افضل ويكون بخير، وفعلاً العلاقات العربية ــ العربية اذا كانت جيدة تنعكس على لبنان»، موضحاً ان أحد أهم أسباب زيارته المملكة العربية السعودية «ليس فقط شكراً للمملكة ما قدمته وتقدمه من أجل لبنان، وخصوصاً بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان، ولكن ايضا في سبيل تحسين العلاقات العربية ــ العربية وخصوصاً تحسين العلاقات السعودية ــ السورية لأن مثل هذا التحسن ينعكس ايجابا على لبنان. طالبت بتطبيع العلاقات ليس فقط ايضا مع السعودية، مع مصر، مع كل بلد آخر. العرب اذا كانوا موحدين فهم بالكاد يكون لهم مكان تحت الشمس فكيف بالأحرى اذا كانوا مفرقين».
وأعلن اننا «أمام شرق أوسط جديد ولكن ليس الشرق الأوسط الذي تحدث عنه الاميركيون»، منبهاً الى «ما يحصل، مرة أخرى، في أفغانستان، في العراق، في فلسطين، وأيضا وأيضا لما يعد بالنسبة الى موضوع لبنان».
من جهة أخرى، تلقى بري عدة برقيات تهنئة بعيد الفطر واستقبل رئيس جمهورية كالميكيا كيرسان إيليو مزينوف، والنائب وائل أبو فاعور.
(وطنية)