طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
الحص يردُّ استقبال المفتي لجعجع إلى «زمن العجائب» وكرامي يُعدُّ خطة لـ«إصلاح الاعوجاج»

استمرت ردود الفعل المتباينة امس على زيارة رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع لمفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني في اليوم الأول لعيد الفطر، وكذلك على تعيين الأخير للشيخ أسامة الرفاعي مفتياً لعكار بالتكليف.
وكان البارز أمس تحركاً لوفد من لقاء الشخصيات والهيئات الاسلامية ضم علماء من عكار وصيدا وبيروت زار دارة الرئيس عمر كرامي في طرابلس مستنكراً وشاجباً لإقدام المفتي قباني على استقبال جعجع، معلناً رفضه تعيين مفتٍ بالتكليف. وتحدث باسم الوفد الشيخ عبد الناصر جبري عميد كلية الدعوة وأصول الدين في بيروت فقال إنه أتى مع إخوانه «للاستفسار إذا ما كان آل كرامي الكرام قد تنازلوا عن دم الشهيد رشيد كرامي وهو رئيس وزراء لبنان وقد استشهد في مكانه ومنصبه حتى يستقبل في دار الفتوى سمير جعجع في وقت اغلق هذه الدار في وجه المسلمين». كما انتقد تعيين مفتٍ جديد لعكار بدلاً من انتخابه، معلناً رفضه للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو.
من جهته قال الرئيس كرامي: «نحن نعتبر دار الفتوى ومقام المفتي أكبر من كل المواقف السياسية. وإن هذا المقام يجب أن يكون أباً للجميع وحاضناً للجميع وأن تكون المواقف الوطنية حاضنة لكل لبنان ولكل العرب، هذا ما شاهدناه في العهود السابقة للمفتين الذين مروا على هذا الموقع رحمهم الله جميعاً. نحن كنا دائماً نحسب ألف حساب ونعمل كل ما بوسعنا ونعض على الجروح من أجل الحفاظ على وحدة هذه الطائفة، لأننا نعتبر كذلك أن دور هذه الطائفة في التركيبة اللبنانية هو دور وطني وجامع، والانحياز إلى فريق سياسي كائناً من كان، يؤثر ويؤذي هذا التوجه». وأضاف «طبعاً الزيارة لا شك آلمتنا وآلمت الكثيرين بدليل ردود الفعل العفوية التي تصدر، ونحن لن نتسرع ولن نتخذ موقفاً، وهذا ما أبلغناه للأخوة العلماء الأفاضل الذين شرفونا. نحن سنجري اتصالات مع فئة واسعة من إخواننا في هذه الطائفة من أجل أن نضع خطة يتفق عليها الجميع لتصويب ما نرى فيه اعوجاجاً وتحقيق الأهداف التي تحدثت عنها». وأوضح كرامي أن «أول خطوة في هذا المجال ستكون جمع الإخوان من الطائفة السنية الموجودين في اللقاء الوطني اللبناني للتشاور معهم ووضع خطة، والانطلاق للاتصال ببقية الأخوة لبلورة هذا التحرك»، مشيراً إلى أنه «بعد التشاور مع كل الإخوان في الطائفة السنية يمكن إثر ذلك أن ندعو إلى مؤتمر وطني للطائفة أو للإخوان الذين يريدون التعاون في هذا المجال وسنشرح كل الخطة والأهداف». وذكرت أوساط مقربة من كرامي أن «رفض استقبال المفتي لسمير جعجع يعود إلى أسس شرعية لا سياسية، وتحديداً لناحية مقتل شخص مسلم على يد شخص أدين بالجريمة وتم استقباله، قبل أن يعفو أهل القتيل عن القاتل».
الحص
وأدلى الرئيس سليم الحص بتصريح أمس قال فيه إنه «في زمن العجائب يستقبل سماحة مفتي الجمهورية رجلاً يحمل وزر ثلاثة أحكام قضائية في جرائم قتل متعمد كان من ضحاياها رئيس وزراء لبنان الأسبق المغفور له الرئيس رشيد كرامي وهو في سدة المسؤولية».
ولفت إلى «أن القانون الذي صدر عن مجلس النواب بإعفاء الدكتور سمير جعجع من العقوبات القضائية في هذه الجرائم لا يشرف مجلس النواب».
وفي هذا الإطار أصدر «حزب الاتحاد» الذي يرأسه الوزير السابق عبد الرحيم مراد بياناً أمس حمل فيه على كل من المفتي قباني والدكتور جعجع، مشيراً إلى أن استقبال الأول للثاني «وهو العميل الإسرائيلي رقم واحد، الذي ما زال على نهجه العدائي للمقاومة وللعروبة وللقوى الوطنية الشريفة عمل مدان ومرفوض وجاء استجابة لأصحاب المال والسلطات وللمندوب السامي الأميركي فيلتمان».
ورأى البيان أن «اقدام المفتي قباني على استقبال قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي يشكل طعناً للمهمة السامية المكلف بها». كذلك أصدر اللقاء الإسلامي الوحدوي في بيروت بياناً استهجن فيه زيارة جعجع للمفتي قباني.
وكان مجلس بيروت في المؤتمر الشعبي اللبناني قد استنكر في بيان أصدره أول من أمس استقبال قباني لجعجع وطالبه «بإدانة جرائم «القوات اللبنانية» التي لم يعتذر رئيسها عن ارتكابها وفي مقدمها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي».
في المقابل استنكر رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الاحرار زياد العجوز في تصريح له امس «الحملة المبرمجة التي شنتها ابواق النظام السوري ضد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لاستقباله رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع». ورأى أن التعرض والتطاول على المفتي قباني امر مرفوض شكلاً ومضموناً».
وعقد نواب عكار السابقون طلال المرعبي، وجيه البعريني، محمد يحيى، جمال اسماعيل اجتماعاً تشاورياً في طرابلس امس طالبوا اثره مفتي الجمهورية بـ«أن يتبصر ويتأنى في اتخاذ قراراته كي تكون موضع اجماع لا سبب انقسام وفتنة، وبشأن الافتاء الالتزام بنصوص ومواد المرسوم (18) وأن يصار الى انتخاب مفتٍ لعكار وآخر لطرابلس وأن لا يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد».
واكد عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى عن عكار ان قرار مفتي الجمهورية اللبنانية بتكليف مفت لعكار هو اعلان حق لاهل عكار وتكريس له بعدما غاب هذا الحق قرابة اثنتين وثلاثين سنة.
(الأخبار، وطنية)