أنطون الخوري حرب
في كواليس “التيار الوطني الحر” كلام نوعي في السياسة وفي التحرك الميداني. ففي ظل الدعوات الحوارية حول القضايا الأساسية، لا تبدو قيادة التيار متفائلة أو مقتنعة بإمكان الوصول الى تحقيق مطالبه بالحوار الهادئ، لأن هذا الهدوء الحواري لم يؤت ثماره خلال جلسات الحوار في السابق. لذلك فإن اهتمام العماد ميشال عون وفريق عمله هو الإعداد لاختراق الجمود في الواقع والتصلّب في المواقف والتراشق من خلف المتاريس السياسية.
أما آلية الاختراق فتندرج، بحسب منسّق الاتصالات السياسية في التيار جبران باسيل، في كيفية تنفيذ “القرار الحاسم” الذي اتخذه “التيار” بتغيير “كل الواقع المفروض بدءاً بتغيير الحكومة”. ويجزم باسيل بضرورة أن يتعامل فريق “البريستول” مع الموضوع على “أنه حتمي ولا مفر منه”.
وترى قيادة “التيار” أن تصوير الانقسام على أنه “انقسام طائفي، خطأ متعمّد هدفه تضليل الرأي العام المحلي والدولي، لأن الأزمة سياسية بامتياز بدليل وجود زعماء ومسؤولين من الطوائف كافة في خندق المطالبة بالتغيير الحكومي الذي يراد من خلاله الوصول الى قانون انتخابي يؤمّن التمثيل الصحيح ومن ثم إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق القانون الجديد، تليها انتخابات رئاسة الجمهورية لتأمين انتقال سلمي وصحيح للسلطة، ليُصار بعدها الى تشكيل حكومة إنقاذ وطني صالحة لتحديات المرحلة المقبلة، تتمثّل فيها كل الشرائح السياسية”.
وترى قيادة التيار أن “مطلب التغيير الحكومي الحالي يجب أن يتم لتقوم حكومة تواكب كل هذه المحطات المفصلية، وأن يتم تشكيل هذه الحكومة بالاستناد الى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة”. وترى أن التجاوب مع مطلب التغيير الحكومي هو “تلقّف الفرصة الأخيرة وإلا فإنهم يكونون قد وقعوا في خطيئة الرهان على الخارج من دون أن يدركوا سلفاً أن هذا الرهان ساقط أصلاً وسيسقط معه أصحابه، أو أن يتخلّوا عنه فيخلّصوا أنفسهم”.
وفيما لا ترى قيادة التيار اي مؤشر على تلقّف مبادرة العماد عون في ذكرى 13 تشرين الأول والتي تشكل “تسوية ومخرجاً للجميع”، فإنها لا تخفي تواصلها مع بعض أركان الأكثرية وتداولها معها في هذه النقاط، كما تؤكد إدراك هؤلاء لاستحالة استمرار الوضع الحكومي والسياسي على ما هو عليه.
أما عن نوعية الخطوات التي يعتزم “التيار” تنفيذها لتحقيق مطالبه فيؤكد باسيل “أن الاحتمالات مفتوحة على كل الخطوات ضمن القوانين المرعية الإجراء، بخلاف ما تحاول إحدى الشخصيات السياسية المسيحية إشاعته”.
فتحرّك التيار، بحسب باسيل، “سلمي ديموقراطي لا عنفي. وهو يحذر من محاولة استغلال سلمية التحركات المقبلة لخلق حالة من الخوف عند الناس”، مؤكداً أن مثل هذه المحاولة “سترتد على أصحابها بشكل أعنف وأكبر”.
وعن القوى التي ستُدعى إلى المشاركة في التحركات، يجيب باسيل بأن الدعوة “موجهة الى كل لبناني من أية طائفة أو حزب أو موقع، وإذا ما حاول أحدهم استغلال هذا الموضوع فسنكون جاهزين للرد وسيندمون”.