صيدا - خالد الغربي
أجمع القادة الذين التقوا في دار الفتوى في صيدا أمس، على ضرورة دخول الجيش الى منطقة التعمير، موفرين «المظلة السياسية» للانتشار الذي بات ينتظر قراراً سياسياً من السلطة، التي طالبها المجتمعون بـ«سرعة اتخاذ قرار الدخول لبسط سلطة الدولة».
وبات واضحاً أن «طبخة» انتشار الجيش توافرت لها المناخات التي تحول دون فشلها، مع تأكيد قادة لبنانيين وفلسطينيين عدم وجود أي عقبات. وقد نقلت هؤلاء القادة رسائل إيجابية من «عصبة الأنصار» التي لن يشمل الانتشار معاقلها في مخيم الطوارئ، بل سيتوقف الانتشار عند حدود المدخل الأول للطوارئ مع انتشار موازٍ على خط السكة؛ وبالتالي تبقى خطوط إمداداتها الى المخيم متوافرة، فيما لن يكون في استطاعة «العناصر الأصولية» (بين 20 و30 عنصراً وفق آخر إحصاء) التي تتمركز حالياً في المنطقة التي سينتشر فيها الجيش (أكثر من 70 في المئة من مساحة التعمير)، وضع أي عائق بعد رفع الغطاء عنها، والذي أوجب انسحابها الى خارج منطقة الانتشار، إما «المربع الأمني» الجديد والباقي من التعمير (نحو 20 في المئة) أو الى داخل مخيم عين الحلوة؛ مع تخوف البعض من نقل التوتر من مكان الى آخر، وهو أمر ينفيه القياديون في ظل الحديث عن نوع من «المصالحات» بين حركة فتح وهذه العناصر.
وأكّد إمام جامع القدس الشيخ ماهر حمود، أن عصبة الأنصار «موافقة على انتشار الجيش ولن تبدي أي اعتراض»، مشدداً على أنه «لا شيء اسمه جند الشام، بل هناك وهم إعلامي»، مؤكّداً أن «مخيم الطوارئ لن يكون تحت السلطة المباشرة للجيش».
وحضر اجتماع دار الفتوى، إضافة الى مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين، النائبان بهية الحريري وأسامة سعد ورئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري والشيخ سليم سوسان والشيخ حمود وممثلون عن تيار المستقبل، التنظيم الشعبي الناصري، الجماعة الإسلامية، حركة أمل، حزب الله، تيار البزري، منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس. ولفتت مشاركة مدير فرع الجنوب في مخابرات الجيش العقيد عباس إبراهيم الذي وضع المجتمعين في أجواء استعدادات الجيش.
وتلا الشيخ سوسان بياناً باسم المجتمعين أشار الى أنهم قرروا «الطلب الى السلطة السياسية الإسراع في اتخاذ قرار بدخول الجيش الى التعمير، لبسط سلطة الدولة وتحمّل مسؤولياتها في رعاية المواطنين. وأجريت اتصالات من المجتمعين بالرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة لتأكيد هذا الموضوع». وأضاف «أن المجتمعين أبقوا جلساتهم مفتوحة لتوفير دخول آمن للسلطة بالتوافق والتفاهم مع مختلف الإخوة اللبنانيين والفلسطينيين». وأشار الى «أن آلية دخول الجيش، وتحديد الساعة الصفر، متعلق بالجهات الأمنية والسلطة السياسية». مؤكداً أن «الجميع متفق على عدم نقل المشكلة من مكان الى آخر (...) والاتصالات جرت مع الجميع وكانت إيجابية».
ورأى البزري أن «الكرة في ملعب الحكومة لتقوم بواجبها لاتخاذ قرار بسط الدولة سيطرتها على منطقة التعمير». وأكّد «ان التوافق والإجماع تامين على دعم الشرعية».
وقال سعد إن «الانتشار ينتظر قرار السلطة السياسية». مشيراً الى «عدم وجود أية عقبات». فيما أشار مسؤول منظمة التحرير في الجنوب خالد عارف، الى الموقف «الإيجابي جدّاً» لعصبة الأنصار، وأكد مسؤول حركة حماس في لبنان اسامة حمدان أنه «لن تكون هناك أية إشكالات تعرقل عملية الدخول، ولا معارضة فلسطينية».
وعلمت «الأخبار» أن الجيش تقدم في الأيام الماضية، في ما يشبه «جسّ النبض»، عبر دوريات مؤللة الى عمق التعمير، وهو ما أحدث ارتياحاً في صفوف السكان.