ليست المرة الأولى التي يحتفل فيها الحزب بعيده. ليست المرة الأولى التي تكون فيها قاعة قصر الأونيسكو استديو لشعارات الشيوعيين المميزة. وليست المرة الأولى أيضاً التي يطغى فيها الأحمر على كل شيء، من الأعلام واليافطات إلى الورود و«الكرافتات». لكنّها المرة الأولى التي يكلّل فيها «حزب الشعب» مهرجانه ببروتوكولات لا تشبهه، إذ«حّل» اللون الأحمر حتى على السجاد! لماذا مُيّز بالأمس بين «الرفاق» العاديين، وبين «الحلفاء والأصدقاء»؟ فمدخل الأونيسكو تحوّل مدخلين. الثاني لـ«الرفاق»، والأوّل مفروشة أرضه بالسجاد الأحمر للرسميّين وما شابه. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعدّاه أيضاً إلى مدخل القاعة. فالباب الثاني لـ«الرفاق» أيضاً، والأوّل مخصّص للشخصيّات تفادياً لزحمة قد تزعج الرسميّين وأخواتهم، مما أزعج غالبية «الرفاق العاديين». فهم الذين ينتظرون طوال السنة ليحتفلوا بالأول من أيار، 21 حزيران، 16 أيلول، و24 تشرين الأول. إنّ هذه التواريخ هي أعيادهم الوحيدة، وها هو الأمر ينتهي بهم بالبحث عن الباب المسموح منه بالدخول. فهل يعقل أن يكون مناصرو الحزب الشيوعيّ «ناس باب أول وناس باب تاني»؟