جالساً على أحد المقاعد في الصف الأمامي من قاعة الأونيسكو، وملتحفاً قبعة روسية، يتابع الرفيق سهيل ضيا (أبو فرج) من خلف نظارة سميكة احتفال الحزب الشيوعي. ربما كان هو المعني باللافتة المعلّقة داخل القاعة «في الذكرى الـ82 لتأسيسه، تحيّة للشيوعيين الأوائل ولسائر مناضلي وشهداء الحزب والوطن». فقد تسلّم ابن العام 1909 درعاً تكريمية من الأمين العام الدكتور خالد حداده، كونه من «الشيوعيّين الأوائل»، وهو منتسب إلى صفوف الحزب منذ عام 1932. أبو فرج لم يكن يطلب تكريماً، بل يعتبر «النضال والعمل ضمن الحزب واجباً لا مقابل له». يتأسف لحالته الصحية التي تمنعه من مواصلة العمل، لكنه لا يزال حتى اليوم مؤمناً بالأفكار الشيوعية وبالنضال لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، ويقول «أفكاري هيّي هيّي، بس صحتي ما بتسمحلي». راح يسأل عن جريدة «الأخبار»، تذكّرها وفرح لأنها عادت إلى الأسواق وتأسف لعدم قدرته على قراءتها.
إلى الشباب الشيوعي وإلى كل أبناء الحزب، وجّه أبو فرج كلمة «الوحدة هي الأساس من أجل النضال ضد الطائفية وسياسات الإفقار».