رزان يحيى
نزل الشيوعيون، أمس الأحد، بحثاً عن دور الحزب التاريخي في المقاومة الوطنية وتثبيت العلمانية واليسارية، وعن سياسته المعارضة، لا فقط للسلطة بل للنظام الطائفي الذي أنتج وينتج السلطات المتعاقبة. هؤلاء لم يخب أملهم. وسمعوا خطاباً «يحتاج الى سماعه اليوم أكثر من أي وقت مضى، خطاب يؤكد على موقع الحزب المقاوم والمتمايز كما عوّدنا عبر تاريخه»، كما يقول وليد. أمس، حضر الشيوعيون بأعداد لا بأس بها ليقولوا «نحن لا 8 ولا 14 آذار، نحن شيوعيون وهذا الأهم».
وقد عبّرت كلمة «الرفيق الأمين العام» الدكتور خالد حدادة عن هذا الواقع، فأكّدت التمايز عن القطبين المتصارعين. علماً بأنّ الشيوعيين كثيراً ما يتهمون اليوم بالذوبان في «المقاومة» بمفهومها الطائفي التابع للمحور السوري ــ الايراني، أي بالالتحاق بقوى 8 آذار. إلا أن حدادة أكد على «التحالف دون الذوبان والتمايز دون الاصطدام»، وكذلك عبّرت قاعدة الحزب الشبابية. مكسيم رأى أن «الساحات الآذارية انتهت، وتاريخنا يشهد أن عدونا هو الرأسمالي والصهيوني وكل من يؤيّدهم. وإذا كان حزب الله وحلفاؤه يتخذون هذا الخط في المقاومة اليوم، فنحن نؤيّدهم ونكمل في مقاومتنا الى جانب كل من يؤيّد هذا الخط». ويرى بسام في الحزب الشيوعي اللبناني المميز والمتمايز دائماً بخطابه المكان الوحيد والأنسب الذي يعبّر عن آرائه كشيوعي مستقل، وهو عرف سلفاً أن خطاب الحزب سيثبت توجهاته. فيما رأى خداج «أن الحزب الشيوعي ما زال يلعب دوره وقاعدته تتسع وتزداد إيماناً بقضيتها»، وأضاف «لا شك في أن البلد اليوم منقسم، وهذا الانقسام يطرح ساحتين إلا أنني فرح جداً لأن حزبنا ليس ضمن المجموعات المتناحرة. كما تريحني صور كتلك التي تجمع بري، والسيّد، وعون، ولا تضم صورة تمثلنا أو شعاراً لحزبنا».
82 عاماً احتفالاً بحزب الكادحين، الفقراء والفلاحين. ومناصروه لا يشكّون يوماً في أن حزبهم مقاوم، ومقاومته يسارية الطابع، وطنية وعلمانية التوجه.