عكار- ابراهيم طعمة
استمرت تداعيات استقبال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني خلال عيد الفطر رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع وتعيين مفت لعكار، في أوساط الطائفة، وسط تراشق بالمواقف بين مؤيد للمفتي قباني ومعارض له.
وفي أول موقف له من الحملة عليه، نبّه قباني إلى «خطورة الانفعالات وردات الفعل تجاه أي موضوع داخلي تختلف عليه آراء اللبنانيين، كي لا يكون ذلك سبباً في تصعيد المواقف واستغلال الأيدي الخفية لإدخال البلاد في صراعات داخلية»، معتبراً ان «على اللبنانيين اليوم مسلمين ومسيحيين أن يوحّدوا جهودهم وطاقاتهم أكثر من أي وقتٍ مضى لتجنيب وطنهم لبنان مزيداً من النزاعات التي لا تخدم سياسةً ولا وطناً ولا قضيةً، بل تعكّر صفو البلاد وحياة اللبنانيين».
وفي هذا السياق استغرب «علماء عكار المسلمين» في بيان «رفض الرئيس عمر كرامي تكليف مفت لعكار»، وكذلك الوفد الذي يرأسه عبد الناصر جبري الذي اتهمه البيان بأنه «مبعوث من جهات معروفة تعمل على تفتيت الصف الاسلامي السني». ودعا البيان الشيخ جبري إلى «الكف عن المتاجرة بساحتنا السنية وعن استغلال حاجة البعض لكي يتحول الى احضان النظام السوري - الايراني وحتى عن مذهبه وثوابته».
وتمنى البيان على الرئيس كرامي «البقاء في حجم البيت السياسي العريق الذي ينتمي اليه، وألا يكون بوقا للفتنة». وإثر البيان الذي صدر باسم المؤسسات والهيئات والجمعيات السلفية في لبنان ودعا إلى المطالبة بحل المجلس الشرعي وانتخاب مفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية، أصدر رؤساء جمعيات ووقفيات في بيروت والجنوب وعكار بياناً اعتبر ان البيان الأول «يعبّر عن موقف من أصدره ولا يمثل موقفنا»، مشيراً الى ان «موضوع تعيين أي مفتٍ في مختلف المحافظات اللبنانية يُبحث في دار الفتوى لا في الشارع أو عبر التصريحات الإعلامية»،
وفي المقابل انعقد أمس اللقاء التشاوري للعلماء المسلمين والفاعليات بدعوة من «حملة مناهضة التمييز الديني في عكار»، وصدر بيان عن المجتمعين رفض «الوسيلة والأسلوب الذي سلكه مفتي الجمهورية في تهميش دور العلماء وفعاليات المنطقة في معالجته للقضية المزمنة والمتمثلة بموقع الافتاء في عكار، بحيث أدى قراره المتسرع الى إيجاد شرخ وانقسام بين المسلمين من أهل السنّة والجماعة، ما أدى الى اهتزاز الثقة بموقع مفتي الجمهورية»، ودعوه إلى «إعادة النظر في قراره وتطبيق القوانين والأنظمة». وناشدوا «المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى تعديل قانون الانتخاب وإدخال العلماء حملة الإجازات الشرعية ضمن الهيئة الناخبة، وتحديد موعد لإجراء هذه الانتخابات».