برلين- غسان أبو حمد
سفينة استطلاع ألمانية التقطت صوراً للمناورات الإسرائيليّة

يصل وزير الدفاع الألماني هانس ــ جوزف يونغ غداً الثلاثاء إلى إسرائيل وفي حقيبته مجموعة من ملفات الحوار الساخنة. وأحدث هذه الملفات المناورات الجوية الإسرائيلية غير المبررة بالقرب من البوارج الألمانية المرابطة حول الشاطئ اللبناني. ويتسلح وزير الدفاع الألماني بمجموعة من الأفلام التوثيقية للمناورات العسكرية الإسرائيلية، بما لا يقبل الدحض. وهذه الأفلام التوثيقية، التي التقطتها سفينة الاستطلاع الالمانية «آلستر» التي لم يكن الجانب الإسرائيلي يتحسب لنشاطها.
ويبدو أن آخر ما انكشف يوم أمس الأحد، هو ما نشرته صحيفة «بيلد أمزونتاغ» من معلومات دقيقة، تكشف عن أن إسرائيل نفّذت أكثر من مناورة عسكرية جوية، آخرها كان فجر يوم الجمعة الماضي، عندما اعترضت طائرات إسرائيلية من نوع «أف ــ 16» مروحية ألمانية كانت تقلّ قائد القوة البحرية الألمانية الأدميرال كراوزه.
وكان الأدميرال الألماني هانس يواخيم شتريكر، قد كشف في محاضرة ألقاها أول من أمس في مدينة «فلنزبورغ» وقائع جديدة ومثيرة عن حادثة اعتراض الطائرات الحربية الإسرائيلية للسفينة الألمانية «آلستر»، فأكّد أن عدسات السفينة الألمانية التقطت أفلاماً تسجيلية لوقائع الحادثة وبثّتها فوراً إلى برلين. ووصف شتريكر تصرف الطائرات الإسرائيلية عبر تحليقها المنخفض وإطلاقها الصواريخ فوق السفينة الألمانية بأنه «تصرف عدائي».
ويرى المحللون السياسيون الألمان أن الغاية من المناورات الجوية الإسرائيلية سياسية. فإسرائيل تريد أولاً تأكيد حصرية امتلاكها للجوّ، وثانياً، الكشف عن «الاتفاقات الجانبية» المتعلقة بصلاحية تحرك البحرية الألمانية على الشواطئ اللبنانية، بما في ذلك، مرجعية الأوامر في الأميال البحرية الستة على الشواطئ اللبنانية. أما المكسب الإسرائيلي من وراء ذلك، فهو إحراج الحكومة الألمانية تجاه أحزاب المعارضة.
في الجانب الأول، من المقدر أن تتيح التجهيزات التقنية على متن «آلستر» إمكان تسجيل الطلعات الإسرائيلية التي تخرق الأجواء اللبنانية، وهذا الأمر تسعى إليه القيادة الفرنسية. والسفينة «آلستر» ليست مسجلة في عداد الأسطول الألماني العامل في «اليونيفيل»، لكنها تعدّ قوة حماية تابعة للبوارج الالمانية، وجرى تسجيل وجودها في الجداول الرسمية بصفة «وضعية استثنائية مؤقتة».
وفي الجانب السياسي الثاني، تمكّنت إسرائيل عبر المناورات الجوية فوق البوارج الألمانية، من استنفار أحزاب المعارضة الألمانية حيث طالب الحزب الليبرالي الديموقراطي بعرض الأشرطة المصورة للاعتداء الإسرائيلي على السفينة «آلستر»، وطالب أيضاً بانسحاب القوة الألمانية البحرية بعدما تبين أن الحكومة لم تصارح البرلمان بشأن اتفاقات جانبية عقدتها مع لبنان. وكان يونغ قد اضطر إلى الاعتراف بأن حرية تحرك القوة الألمانية على الشواطئ اللبنانية محدودة، وأن الأميال البحرية الستة الأولى هي خارج نطاق عمل القوة الألمانية إلا بناء على طلب لبنان.