ذكرت صحيفة بريطانية أول من أمس أن عينات من التربة من موقعين تعرضا للقصف الإسرائيلي في قريتي الخيام والطيري بجنوب لبنان احتوتا على مستوى مرتفع من الإشعاعات، ما يوحي بأن إسرائيل استخدمت ذخائر من اليورانيوم المخصب في حربها ضد لبنان الصيف الماضي.ونقلت صحيفة الإندبندنت عن الدكتور كريس بسبي، المستشار العلمي البريطاني للجنة الأوروبية لمخاطر الإشعاعات، قوله إن العينتين الناتجتين من القصـف الإســرائيلي تضمنتا "نسباً عالية من الإشعاعات".
أضافت الصحيفة إن العينتين أحيلتا إلى مختبر هورويل البريطاني في أوكسفوردشاير، الذي تعتمده وزارة الدفاع، لإجراء مزيد من الفحوص، تأكد بنتيجتها أنهما تحتويان على "يورانيوم مكثف". وبدا لافتاً أن تقرير الإندبندنت خلا من أي إشارة إلى هوية الجهة التي جمعت العينتين المزعومتين من الخيام والطيري. وأشار تقرير بسبي إلى سببين لتلوث العينتين، وفق ما ذكرته الصحيفة: "الأول هو أن يكون السلاح المستخدم نوع اختباري جديد .. والثاني أن يكون السلاح المستخدم هو السلاح التقليدي الخارق للملاجئ المحصنة الذي يستخدم اليورانيوم المخصب بدلاً من اليورانيوم المستنفد". ولفتت الصحيفة إلى أن صورة للانفجار الأول تظهر سحباً كبيرة من الدخان الأسود التي "يمكن" أن تنتج من احتراق اليورانيوم.
وقال بسبي إنه "عندما يصطدم (مقذوف) خارق يعتمد على اليورانيوم بهدف صلب، فإن جزيئات الانفجار تبقى طويلاً في البيئة وتغطي مسافات طويلة.
ويمكن استنشاقها فتدخل إلى الرئتين. ويبدو أن العسكريين مقتنعون بأن هذه المواد ليست خطيرة" على الصحة.
وتساءلت الإندبندت: "لماذا يمكن أن تستخدم إسرائيل مثل هذه الذخائر عندما تكون أهدافها، كما في حالة الخيام مثلاً، لا تبعد أكثر من ميلين (3.2 كيلومترات) عن الحدود الإسرائيلية، فالرياح يمكن أن تدفع الغبار الناتج من التفجير إلى الأراضي الإسرائيلية؟
وقال كريس بيلامي، المحاضر في العلوم العسكرية بجامعة كرانفيلد، بعد مراجعة تقرير بسبي: أسوأ الاحتمالات هو أن يكون السلاح نوعاً تجريبياً جديداً يحتوي على اليورانيوم المخصب لهدف لا نعرفه بعد". وذكرت الصحيفة أن العينة المأخوذة من الخيام هي "تراب أحمر عصفه الانفجار، وبلغت نسبة الإشعاع فيه 108 درجات، ما يدلّ على وجود يورانيوم مخصب".
ولفت تقرير بسبي إلى تأثيرات التفجير على صحة السكان "ونوصي بإخضاع المنطقة لفحوص لتقصي آثار هذه الأسلحة بهدف تنظيفها منها". وخلصت الصحيفة إلى التساؤل: "هل استخدمت إسرائيل سلاحاً سرياً يعتمد على اليورانيوم في جنوب لبنان؟"
ونفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أول من أمس ما ورد في الصحيفة البريطانية حول استخدام الجيش الإسرائيلي لقنابل تحتوي مواد مشعة خلال الحرب الأخيرة ضد لبنان.
وقال الناطق العسكري: «لم يحصل أي استخدام لقنابل تحتوي يورانيوم في الحرب».
(الأخبار، يو بي آي)