دعا رئيس الجمهورية إميل لحود إلى إبقاء موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري «بعيداً عن الاستغلال السياسي والتحريض، لئلا تتعرض نتيجة هذه التأثيرات لتدخل خارجي يمكن أن تكون له مصلحة في الإفادة منها وفق مصالحه وسياساته».ونقل رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن، عن الرئيس لحود قوله: «إن الدوران في دوامة الأزمة القائمة ينعكس سلباً على الأوضاع الداخلية المتردية بسبب التوتر السياسي المتفاقم منذ وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان»، مشيراً إلى «أن أسوأ ما في هذه الأوضاع المأزومة أننا لاهون في الظنون والاتهامات التي تعمق الشرخ بين الأفرقاء بعدما توصلوا خلال العدوان الإسرائيلي إلى توحيد الصف الداخلي، فانتصروا في هذه الوقفة الوطنية على رهان العدو في تحقيق انقسام حول هذه الحرب توقيتاً وقراراً».
وتساءل لحود: «ما بال البعض يعطي العدوان الإسرائيلي، من حيث لا يدري، ما عجز عن تحقيقه في لحظة الآلام والمعاناة العسيرة والأضرار الفادحة التي أنزلتها الحرب في دورة الحياة الطبيعية؟ لافتاً إلى أنه «ما دام الحوار والتشاور هو النتيجة الحتمية لكل خلاف واختلاف، فلم لا نختصر الطريق إليه ونبحث في مشاكلنا داخل الجدران المغلقة بعيداً عن السطوح الإعلامية المطلة على الشارع؟».
وقال: «إن الناس ملوا الخناق القائم على قضايا يمكن حلها بالطرق الديموقراطية من دون اللجوء إلى الساحات والمنابر لتأجيج الصراع الذي لا يتمناه إلا العدو المتربص بنا في كل لحظة. وهو اليوم يحاول استفزاز جيشنا على الحدود الجنوبية في كل محاولة لإزالة خرقه المتواصل في البر والمتنقل في الأجواء، تارة فوق القوات الفرنسية العاملة ضمن اليونيفيل على البر، وطوراً فوق القوات الألمانية العاملة في البحر. فهل يمكن مواجهة هذا الاستفزاز المخالف لمنطوق القرار 1701 بهذا التشرذم القائم على جنس الحكومة التي أقل ما يقال أنها يجب أن تكون مطلباً وفاقياً منشوداً؟». وختم: «لبنان لكل طوائفه وأبنائه، فإذا اختلفوا وسدوا منافذ التشاور والحوار فسيخسرون جميعاً لأن الوطن لا يعوض».
واستقبل الرئيس لحود السفير الإيراني محمد رضا رؤوف شيباني يرافقه القائم بالأعمال في السفارة المنتهية مهمته حميد رضا دهقاني والقائم بالأعمال الجديد فردوس بور والملحق العسكري في السفارة. وقد نقل السفير شيباني إلى رئيس الجمهورية رسالة شفهية من نظيره الإيراني الرئيس محمودي أحمدي نجاد ضمنها تحياته وتمنياته للبنان بمزيد من الأمن والاستقرار والازدهار، مجدداً الدعوة للرئيس لحود للقيام بزيارة رسمية لطهران خلال الأسابيع المقبلة «لتكون مناسبة لترحيب الشعب الإيراني بالرئيس البطل والمقاوم وصاحب المواقف المشرفة للأمتين العربية والإسلامية وللعالم».
(وطنية)