فداء عيتاني
وفد من «الجماعة الإسلامية» يتقدمه عبد الله بابتي، وآخر من «جبهة العمل الإسلامي»، ضم فتحي يكن وبلال شعبان وعبد الناصر جبري، إضافة الى عدد آخر من الناشطين الإسلاميين، غابوا الأسبوع الماضي عن مشهد السجال البيروتي السنّي، نظراً الى وجودهم في ضيافة مؤتمر إسلامي تركي، هؤلاء عاشوا أجواءً مختلفة تماماً، اذ كانوا محل ترحيب بين ممثلي الأحزاب الإسلامية من كل أنحاء العالم، لمجرد انتمائهم الى لبنان.
«الكل ضرب بنا المثال الذي يجب أن يحتذى، كدولة صغيرة تمكنت من هزم مشروع كبير عبر المقاومة» يقول الشيخ بلال شعبان أثناء عودته من المطار في اتجاه مدينته طرابلس. ويؤكد شعبان أن لقاءات عدة عقدها الوفد اللبناني على هامش المؤتمر، وكانت أوسع من الموضوع اللبناني الذي لم يغب عن هذه الاتصالات، يضيف إنه منذ لقائها الرئيس السوري بشار الاسد تحاول «جبهة العمل الإسلامي» اعتماد الأسلوب الحواري، وهي ذهبت بهذه الذهنية للقاء الرئيس السوري.
ويقول إن مداولات داخلية عدة بين مكونات هذا الفريق شكلت تقارباً في الطرح بين «الجبهة» و«الجماعة الإسلامية»، مضيفاً إن بابتي كان يردد أن «الجماعة» هي ممن أطلقوا المقاومة في لبنان، وهي لا تتخلى عنها.
بابتي لم يعد مباشرة الى لبنان، بل بقي أياماً اضافية في الخارج، ولكن ثمة اتفاق مبدئي بين هذه الأطراف الإسلامية اللبنانية على أن تلعب دوراً وسطاً، في ظل ارتفاع درجة التشنج بين القوى المحلية في لبنان، وهو ما يؤكده شعبان، الذي يضيف إن هذا الدور، أي إيجاد أجواء حوارية يمكن أن تزكيه القوى الإسلامية على المستوى الإقليمي، إذا أعطيت المجال لذلك، وتم سماع صوتها.
ويقول شعبان إن أجواء الحرب الأخيرة على لبنان ألقت بأجواء الانقسام الحاد على الأطراف اللبنانية، وهي واحدة من آثار الحرب العدوانية، إلا أن أحداً لا يريد العودة الى الوراء ولا الدخول في العنف، وسبق أن اختبر الجميع الحرب ويعرفون نتائجها، وكل ما تحتاج إليه الأمور هو القليل من الهدوء.
ويتابع شعبان «إن التواضع واجب على الجميع، وتحدثنا فعلاً إلى العديد من الأطراف، ووجدنا أن التشنج ليس من مصلحة احد، ولا أحد يسعى اليه في شكل متعمد، ويمكن أن يشكل وقف الحملات الإعلامية أولى الخطوات نحو تهدئة عامة». ويختم شعبان بالتأكيد «أن من يريد الحفاظ على علاقة طيبة بالآخرين عليه أن يبحث عن القواسم المشتركة معهم». مؤكداً أن مهمة القوى الإسلامية الآن التوافق على تكريس ذهنية التحاور الداخلية.