أعرب رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف عن قناعته بعدم تورط سوريا في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قائلاً إنه التقى الرئيس الشهيد قبل خمسة أيام من اغتياله، وأكد له نيته زيارة دمشق «قريباً للغاية».وقال بريماكوف خلال محاضرة ألقاها مساء أول من أمس في مكتبة الأسد في دمشق لمناسبة إطلاق النسخة العربية من كتابه الجديد «الشرق الأوسط: المعلوم والمخفي» إن الحريري أكد له في هذا اللقاء «أن لبنان لن يكون إلا مع سوريا، ولن يوقع أي اتفاق مع إسرائيل بمعزل عن سوريا».
من جهة أخرى، رأى أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان انتهت إلى فشل ذريع لإسرائيل التي لم تحقق أيّاً من أهدافها المعلنة التي كانت تتمثل في «القضاء على حزب الله وإشعال فتنة داخلية ضده في الداخل اللبناني»، داعياً اللبنانيين إلى الحوار والتوافق على أهداف مشتركة.
وانتقد رئيس الوزراء الروسي السابق «محاولات لَيِّ ذراع حركة حماس تحت ذرائع شتى»، مشيراً إلى أن هناك جناحاً في إسرائيل يريد أن يعلن حدود إسرائيل من طرف واحد، «ولذلك فإن الحكومة الإسرائيلية لا تريد شريكاً فلسطينياً تتحاور معه». وشدد على أهمية طرح موضوع السلام في شكل شامل وأن «تقر إسرائيل بإعادة الجولان السوري المحتل»، مؤكداً في الوقت نفسه أن إسرائيل غير جاهزة الآن لمثل هذا الأمر.
وانتقد بريماكوف غزو العراق «وإباحة الولايات المتحدة لنفسها ما تقول إنه نشر للديموقراطية فيه، فكانت النتيجة هذه الفوضى العارمة في العراق الذي باتت وحدته موضع نقاش رغم أنها لم تكن كذلك في أي فترة مضت». وأشار إلى أن الأزمة في العراق وصلت إلى حائط مسدود، «ومن الصعب القول إن هناك حلاً أو مخرجاً ما لما يحدث»، مضيفاً أن الاميركيين يعرفون أنهم فشلوا في العراق، «ولكن من المؤسف أن الشعب العراقي بات ضحية لاعتبارات سياسية أميركية داخلية».
ورأى المسؤول الروسي السابق أن الأحادية القطبية في العالم لن تستمر طويلاً، لأن عالماً متعدد الأقطاب يتشكل حالياً من منطلق أنه لا يجوز لدولة واحدة هي الولايات المتحدة تحديد مصير العالم والسيطرة عليه حتى لو كانت الدولة الأقوى.
(د ب أ)