البقاع ــ عفيف دياب
خطر الفيضانات جرّاء انسداد مجاري الأنهار بالردميّات التي خلّفها العدوان

لم ترفع الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأسبوع الماضي مستوى مياه بحيرة القرعون التي تعاني اليوم أدنى مستوى لها. فسعة البحيرة كانت حتى ظهر أمس 48 مليون متر مكعب من أصل 220 مليون متر مكعب تشكل السعة الإجمالية للبحيرة، بحسب مدير عام مصلحة الليطاني المهندس علي عبود.
وأوضح عبود أنّ الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال الأسبوع الماضي لم ترفع مستوى مياه البحيرة، وأنّ «الأمل بمزيد من الأمطار والثلوج، وما شاهدناه من هطول للأمطار يُعَدُّ مؤشراً جيداً في بدايات الموسم». ولفت إلى أنّ الحوض الجوفيّ والخزانات المائية في حوض الليطاني تحتاج إلى كميات كبيرة من الأمطار والثلوج، فـ«نحن نعوّل كثيراً على تفجّر الينابيع لرفد البحيرة بالمياه، والموسم في بداياته، ومن المبكر الحديث عن تدنّي منسوب البحيرة. فمنسوبها اليوم لا يختلف عن العام الماضي».
متساقطات الأسبوع الماضي، وما سيتبعها من أمطار خلال الأسبوع الجاري، سيكون لها الأثر الإيجابي على الأحواض الجوفية وينابيع الأنهار في سهل البقاع. ويقول رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة (رياق) الدكتور ميشال افرام إن ما هطل من أمطار هو أربعة اضعاف ما هطل العام الماضي في الفترة نفسها، و«هي كميات هائلة وتبشر بموسم أمطار وثلوج نحن بأمس الحاجة إليها». وأشار إلى أن مجموع الأمطار لغاية أمس وصل إلى 59 ملم، يقابله في العام الماضي للفترة نفسها 30 ملم. أمّا المعدّل العام فهو 25 ملم، لافتاً إلى أنّ مجموع الأمطار في بعض المناطق الشمالية من لبنان وصل إلى 100 ملم في 24 ساعة فقط.
ويوضح افرام أن الأمطار التي هطلت والثلوج التي تساقطت على قمم الجبال هي «مبكرة، وقبل أوانها بشهر ونصف الشهر، وهي حالة لم يشهدها لبنان من قبل في هذه الفترة». ويلفت إلى أن التغيير المناخي في لبنان ناجم عن التغيير الذي يطرأ على المناخ في أوروبا الغربية. ويقول افرام: «الطقس في هذه الأيام في أوروبا الغربية جيّد ودافئ على غير العادة (معدّل درجة الحرارة حاليا 25درجة مئوية) وبالتالي يدفع بالهواء والرياح الباردة نحو أوروبا الشرقية ومن ثم إلى الشرق الأوسط حيث يتأثر لبنان بهذا الطقس البارد والعاصف وما ينجم عنه من أمطار غزيرة وثلوج قبل أوانها (معدل درجة الحرارة في لبنان اليوم 15 درجة)».
لكنّ توقّعات هطول الأمطار الغزيرة، سيكون لها سلبيات، على حد قول افرام. فمجاري الأنهار «متخمة» بالأوساخ و«الردميات» جراء العدوان الإسرائيلي وما خلفه من دمار كبير في قنوات تصريف المياه، إضافة إلى تدمير الجسور فوق الأنهار حيث تراكمت «الردميات»، وهو ما يعيق عملية جريان المياه التي ستؤدي إلى «فيضانات»، ولا سيما على طول مجرى نهر الليطاني في البقاع. ويلفت افرام نظر المسؤولين إلى هذه «الأزمة»، آملاً إيجاد الحلول قبل استفحال الأوضاع في الأيام المقبلة.